Part 25

735 40 1
                                    

وما أسوأ أن تشعر أنك غير كافِ لشخص أردت لو وهبت له كل ما تملك ..
                           ....

تناولنا الغذاء وكلانا في حالة صمت تام ، لم ننطق حرفاً واحداً حتى أنهينا طعامنا وقمت بتنضيف الطاولة والصحون ثم قررت أن أعطي لها فرصتها في الصمت فربما تريد الإنعزال قليلاً أظنه حقها ، لا أريد أن أجعلها تشعر أنني طلبت منها أن تعيش معي حتى أتملكها
أريدها أن تشعر كأنها بمنزلها تماماً ومتى أرادتني أنا هنا لها ولأجلها فقط .

دخلت الغرفة ولا أنكر أنني إنتظرت منها أن تأتي وتتحدث معي ، أمسكت كتابي الذي تجاهلته منذ أسبوعين تقريباً ثم بدأت أقرأ من حيث وقفت ولم تمر ثواني حتى وجدت نفسي ألتفت للباب لعلها تأتي وتطرقه للتحدث معي .

شعرت بالإرهاق وأردت أن أغفو فتركت كتابي بجانبي بنية أن أغفو ساعة فقط ثم أقوم وأكمل قراءته ، بعدما إستيقظت وجدتها لم تمر سوى عشر دقائق فقط ، هل لهذه الدرجة أن أتلهف لحديثها
لا أخفي أمراً عن نفسي ولكني أحب مصارحتي بمشاعري دائماً
منذ بداية علاقتنا أشعر أنني الطرف الأكثرحباً وإهتماماً
في البداية لم أكترث للأمر لكن في الأيام الأخيرة بدأت أحتاج للشعور بأنها تريدني أيضاً ، تشتاق لي مثلما أشتاق لها ، تتقرب مني لا تقوى على فراقي .

بدون وعي مني وجدتني أبكي فسرعان ما مسحت دموعي وقررت أن أذهب للسير في الخارج قليلاً لعلني أهدأ ولعلها تأخذ مساحتها الشخصية وراحتها بشكل أفضل .

تجهزت سريعاً ووضعت بعض مساحيق التجميل وأمسكت بهاتفي وبعض النقود ووضعت يدي على مقبض الباب وقبل أن أفتحه إلتفتت لها وجدتها نا زالت شاردة في هاتفها فإبتسمت محبطة من ظنوني الحمقاء  .

= نانسي أنا سأذهب لشراء بعض القهوة إعتني بنفسك لن أتأخر . ( أخبرتها ولم أتلقى أي رد سوى أنها أومأت برأسها )

خرجت من المنزل وفجأة شعرت أنني طفلة لم تتعدى السبع سنوات تجاهلتها والدتها أثناء حديثها معها فلم تفعل شيئاً سوى البكاء .

بكيت ولم أهتم للناس ، لم أهتم أنني سأوبخ نفسي بعدما أنتهي من البكاء وكيف أبكي على شيئاً كهذا ألا من المفترض أنني نضجت الآن ولابد لي من التجاهل أيضاً .

أثناء سيري وجدت إشعار من هاتفي أظنني نسيت إغلاق بيانات الهاتف أو أنني فتحتها بدون قصد لا أتذكر لكني ممتنة لذلك كثيراً ، كان الأشعار من صديقتي چيلان التي أحياناً أشعر أنها تراقبني ، جدياً أتعجب كيف تشعر بي كلما حزنت وتراسلني كأنها تعلم أنني لست على ما يرام
أنا أعلم أنها غالباً مصادفة لا أكثر لكني أؤمن أيضاً بأن الإنسان عندما يحب أحد يشعر به ولا أستطيع تكذيب هذا مهما قيل أنه هراء غير حقيقي .

طلبت منها أن أهاتفها فلم تتأخر في الحال وجدت الهاتف يرن وقبل أن أتحدث وجدتها تسألني

- ريام أنتِ بخير ؟ هل تسير الأمور على ما يرام ؟

حاولت ، حاولت حقاً أن أخفي الأمر ولا أتحدث لكنها صديقتي المفضلة ولم أستطع التظاهر أكثر معها لذا وجدت نبرة صوتي ترتعش قليلاً وبدأت أحكي لها كل شيء حتى قالت لي فجأة

- ريام صدقيني أنا لا أريد أن أنطق حرفاً يجعلك تشكين بها ثم أحمل ذنبها لكني أريد سؤالك عن كيف تشعرين حيال تلك العلاقة ؟ هل أنت مطمئنة للحد الذي يجعلك لا تخافين من الفراق أو لا تتوقعيه ؟

لم أرد لثواني ولا أعلم هل ما زالت معي على المكالمة أم لا لكني تفاجئت من سؤالها ليس بسبب أنها سألت ولكني شعرت ببعض القلق في داخلي بدأ ينمو ولا أستطيع إيقافه وتذكرت كل المرات التي كنت أنظر لها وأتمنى أن لا تفارقني وأن لا تنتهي هذه العلاقة وأن لا تتركني أو تكتشف فجأة أنها لا تميل للفتيات ولكنها تعلقت بي ليس إلا .

- چيلان أنا أشكرك كثيراً على سماعك لي لكن هل من الممكن أن نتحدث في وقت آخر ؟

= بالطبع ريام أنا هنا إذا إحتجتي لي لا تترددي .

أغلقت الهاتف وتذكرت سؤال صديقتي وكأنه لا شيء الآن في رأسي سوى صوتها وسؤالها .

لن أرهق نفسي بالمزيد من التفكير في أمر غير متيقنة من صحته لذا سأدع الأمور مثلما تعودت تسير كما تريد وأنتظر فقط .

عدت للمنزل وجدتها نائمة تعجبت كيف لم تسأل عني أو تهاتفني وكيف لا تهتم بي إطلاقاً .

دخلت المطبخ أعددت كوب قهوتي العاشر اليوم لا أتذكر لكنها رفيقتي دائماً التي تخفف عني كثيراً .

كنت على وشك أن أمسك هاتفها لكنها وضعتها بجانبها وهي تثق بي فلا يجدر بي أن أخون ثقتها ، قبل أن ألتفت وجدت إشعار وبدافع الفضول نظرت من الخارج ووجدته رقم غير مسجل بأي إسم فقط نقاط أظنها لا تريدني أن أعلم من هو .
* نانسي سأنتظر ردك بشأن مقابلتنا .. *

لم تظهر باقي الرسالة وكنت لا أريد أن أعلم صراحة أصبحت شكوكي في محلها تقريباً فمن هذا الذي تخشى تسجيل إسمه ولماذا يريد أن يتقابل معها
بالتأكيد هو ذلك الشخص الذي أخبرتني عنه عندما كنا أصدقاء لكن لماذا تتحدث معه مجدداً وتحتفظ برقمه وتدع له الفرصة أن يطلب منها مقابلتها إلا أنه لا يعلم عني ، من الممكن أن يكون غير منفتح لذا لم تخبره عني وهذا الأمر لا يضايقني بالتأكيد لكني أتعجب منها لم تفتح له مجال للحديث من الأساس .

أمسكت هاتفي وراسلت چيلان لساعتين متواصلتين فقط نرسل لبعضنا بعض مقاطع الفيديو ونضحك بسببها حتى أخبرتها أنني سأذهب للنوم وكعادتي لم أستطيع السيطرة على مشاعري وضعت يدي أداعب وجهها وقبلتها على رأسها ثم نمت وتمنيت لو أن أكون مخطئة فقط هذا ما أردته .

                       

                   

I wanna be yours حيث تعيش القصص. اكتشف الآن