Part 13

967 50 2
                                    

-

منذ إعترافي لها الأسبوع السابق وأنا لا أخرج من المنزل إلا للعمل فقط .
توقفت عن الذهاب إلى المكتبة ودعوت لو أن لا ألتقي بها هذه الفترة أبداً فأنا لا أظن أنني سأستطيع مبادلة النظرات مع شخص قام برفضي .
نعم أنا أيقنت أنني لا أتقبل الرفض بسهولة .
لطالما كنت الشخص المرغوب أكثر من الراغب ، لا أتسرع بالعلاقات ولا أتعلق بسهولة لم أكن أعلم أن الدنيا ستتحول ويأتي يوم أكون الشخص المرفوض به .
مرت أيامي السابقة بروتين حزين إلى حداً ما فرغم أنني أفعل معظم الأشياء التي أفعلها بالعادة لكنني أشعر بشعور كئيب بداخلي .

قررت اليوم أن لا أجعل خروجي من المنزل مقتصر على العمل وسأعود للذهاب إلى المكتبة لكن ليس نفسها سأبحث عن مكتبة أخرى ، قررت أيضاً الإشتراك في صالة الألعاب الرياضية أحتاج أن أعود لجسدي الرياضي كما كنت فهذا يسعدني كثيراً .

ذهبت للعمل وبعدما عدت إلى المنزل قمت بتناول وجبة الغذاء وشربت القهوة ثم جهزت ملابسي الرياضية وبعض الأشياء الأخرى التي أحتاجها هناك .
جهزت وجبتي التي أتناولها بعد التمارين حتى عندما أعود أقوم بتخسينها فقط ومن ثم ذهبت .

تبهرني دائماً قدرة مكان كهذا يستطيع أن يشفي أغلب آلامك .
صحيح أنني لا أمتلك أصدقاء هناك لكن لديّ بعض المعارف نتبادل الأحاديث القليلة .

ذهبت وشعرت أنني أريد البقاء حتى يختفي جميع حزني .
وجدت نفسي أفعل أغلب التمارين بشدة رغم علمي أن هذا مضر قليلاً بسبب توقفي فترة من الوقت لكني شعرت أنني أود إخراج طاقتي السلبية اليوم .

بعد مرور ساعتين بدأ جسدي يرهقني قليلاً لذا توقفت وبدلت ملابسي وأثناء عودتي للمنزل قررت أن أحتسي القهوة بالخارج .
مررت على مكان ولحسن الحظ أنني رأيتها من الخارج قبل أن أدخله .
رغم كل دعواتي أن لا أقابلها لكنني رأيتها وكعادة قلبي ينبض تلك النبضات الغريبة التي تجعلني أشعر أني أود أن أقتلعه وأقتله .
لكن عدم دخولي وعدم رؤيتها لي جعلني أشعر أنني محظوظة كثيراً .
ذهبت قبل أن تراني ولم ألتفت مجدداً رغم رغبتي القوية بالإلتفات لرؤيتها مرة أخرى من كثرة إشتياقي لها ، وجزء بداخلي أراد معرفة هل هي بمفردها اليوم أم لا .
لكني لم أرضي قلبي فأنا لا أريد أن تراني أبداً أو تشعر أنني أهتم وخشيت أن أراها مع أي شخص ولا يتوقف عقلي عن التفكير في من يكون هذا الشخص وهل هو صديق أم شيئاً آخر .

ذهبت لمنزلي وشعرت بعدم رغبتي فجأة في تناول القهوة من الخارج اليوم ، حقاً لا بأس بتناولها في المنزل .

عندما دخلت المنزل لم أستطيع التظاهر أكثر وبدأت عيناي في البكاء ، فقط الآن أدركت أنني إشتقت لها كثيراً رغم محاولتي الشديدة في تجاهل هذه المشاعر .
لم أستسلم لبكائي فأصبحت أشعر بالخجل عند كثرة بكائي بسبب الحب مجدداً .
عندما تكبر في العمر قليلاً يصبح عقلك المتحكم أكثر بمشاعرك ويصبح هو من يوبخ قلبك بإستمرار لأي شيء .
لا أعلم هل هذا جيد ما أفعله أنا أم لا ، هل صحيح يجب أن لا أبكي كثيراً لا أحزن بسبب شخص أم أترك قلبي وعيناي يفعلان أي شيء .
لا أعلم لكنني لا مجال لي للضعف مهما كان .
رغم حديثي مع نفسي ومع الجميع أن البكاء ليس ضعفاً وحتى لو كان ضعفاً فالجميع له الحق أن يضعف ويبكي طالما يتظاهر بالقوة لكني أجد نفسي أوبخ قلبي عندما يزداد حزني أو تتوقف حياتي قليلاً بسبب أحد .
تناقضي يزعجني في بعض الأحيان .

راسلت صديقتي الإلكترونية وأخبرتها بأنني رأيتها اليوم ثم ألقت عليّ بعض الكلمات اللطيفة مثلاً ووجدتني أبتسم لكلماتها الحنونة وأخبرتها بكم هي تخفف عني وتعتني بي كثيراً وفجأة وجدتها أغلقت المحادثة بعض الوقت ثم كتبتي لي .
- ريام لما نحن ليس بعلاقة ، كلانا يعرف الآخر جيداً وأظن سنكون أفضل ثنائي -
قرأت رسالتها مع ملامح الصدمة تعتلي وجهي وأثناء تفكيري في رد مناسب وجدتها أرسلت لي وجهاً يضحك ثم قالت لي : لا تتوتري أنا أمزح فقط صدقيني .
تنهدت بإرتياح فلا أعلم ماذا كنت سأجيبها ولا أريد خسارتها فهي الأخت والصديقة لي وبمثابة ملاذي الآمن .

بعد تفكيري قلت لنفسي هل هذا هو ما شعرت به نانسي عندما أخبرتها بمشاعري ! لكن الفرق أنني لم أكن أمزح وقتها فلابد من أنها توترت أضعاف توتري هذا .
وجدت نفسي أتسائل ما سوف أفعله لو أخبرتني صديقتي أنها حقاً معجبة بي وأول ما خطر ببالي هو أنني سأبتعد عنها حتى تتخطاني وأدركت أن قرار نانسي كان صائباً إلى حد ما .
لكن قلبي آلمني كثيراً الآن لفكرة أن نانسي تراني هكذا أيضاً ، فقط صديقة وأخت تعتني بها .

لا بأس ريام ليس من الضروري أن نحصل على كل ما نريده .
هذه الجملة التي أقولها لنفسي منذ ولادتي تقريباً .

أغلقت هاتفي حتى أنام ووجدتني أفكر ماذا لو شاء القدر أن نتقابل مجدداً فمهما تجنبتها لن أستطيع التحكم بالقدر وقد يأتي يوم أراها فيه .
يجب أن أتعلم كيف أواجهها وكأن أمر إعترافي  شيئاً لم يكن .

I wanna be yours حيث تعيش القصص. اكتشف الآن