Part 19

976 45 2
                                    

أمسكت هاتفي ووجدت إشعار من صديقتي الألكترونية تخبرني عن مدى سعادتها لي لكن ما صدمني هو رغبتها بأن تنعزل فترة من الوقت ، لا رغبة لديها بالحديث مع أي شخص مع سلسلة من الإعتذارات أنني من ضمن هؤلاء الأشخاص وتتمنى أن أحترم رغبتها ولا أحزن منها
لطالما كان ينتابها هذا الشعور على فترات متباعدة لكنها لا تبتعد عني أبداً ، مر على صداقتنا سنتين أو أكثر لا أتذكر الوقت تحديداً لكنها خلال هذه الفترة لم تبتعد عني مطلقاً
لا أعلم لم هذه المرة أرادات ذلك لكني سأفعل كما رغبت ولن أرهقها بعتابي حتى تعود
لم تخبرني متى ستعود لكنها أخبرتني أن الأمر لن يزيد عن أسبوع ، فقط كل ما أتمناه أن تكون بخير
في الفترة السابقة لاحظت تغيرها قليلاً وشعرت أنها تدّعي أنها بخير فقط وهي ليست كذلك لكني توقعت أنه مجرد إحساس عابر فقط ليتني سألتها عن حالها أو أعطيتها المزيد من وقتي وإهتمامي
أرسلت لها رسالة أخبرها أنني بجانبها لكن لم يظهر لي أنها إستلمتها من الواضح أنها غير متصلة بالإنترنت الآن ، إتصلت بها ووجدت هاتفها مغلق هذا يعني أنها قررت الإنعزال التام ومنعت كل الوسائل للتواصل معها .
تذكرت أنني لم أطمئن على حبيبتي فمن الواضح أن الأصدقاء كما يقال قد يكونوا ذات أهمية كبيرة تفوق الحب في بعض الأحيان .
إتصلت بنانسي وأخبرتني أنها بخير ولاحظت خجلها قليلاً وتوترها ، اليوم كانت أول مرة أتقرب منها بهذه الطريقة ، صحيح أننا لم نفعل شيئاً كبيراً لكن أن تتلامس شفانا هذا الشيء  ظننته مستحيل حدوثه ، أخبرتها أنني أحبها وشعرت بأنها تبتسم لي لأنها لم ترد الكلمة فقط صمتت ، لم أعلق وإبتسمت بالمقابل وأخبرتها أن تحظى بعدد ساعات نوم كافية حتى تستطيع التركيز في عملها والقليل من الكلمات المعتادة ثم أغلقت الخط معها وكل تفكيري الآن كيف أصل لصديقتي وكيف أستطيع الإطمئنان عليها ، شعرت بالذنب قليلاً لتجاهلها بسبب حبيبتي لكنني حقاً لم أتوقع منها أن تشعر بالحزن ولا تخبرني ، واضح أنها لم ترغب في إحزاني أو تعكير مزاجي هذه الأيام بعدما حصلت على ما أريده أخيراً لكنها لم تعلم أن سعادتها من سعادتي والآن أنا أشعر بالأسف الشديد لأنني كنت سعيدة جداً وكانت هي تخبئ حزنها بداخلها وتشعر به بمفردها .

مر يومان منذ تلك الليلة ، لم أفعل شيئاً جديداً سوى عملي ولكن أكثر حدث سعيد بالنسبة لي هو أن حبيبتي معي واخيراً هي ملكي ، تبادلنا الأحاديث على مدار اليوم وفي اليوم الثالث لم أستطيع الصبر أكثر وطلبت منها أن أراها بعد العمل فأنا حقاً إشتقت لها ، عيناها ملمس يديها شفتيها كل شئ يخصها أفتقده .
بالفعل خرجنا سوياً بعد العمل وعدنا إلى المنزل وأدركت اليوم أنه مر ثلاث أيام على غياب صديقتي ، الآن فقط نفذ صبري ولن أنتظر يوماً آخر ، من حسن حظي أنني كنت أعلم بحساب أختها لذا لم أفكر مرة أخرى وقمت بمراسلتها أخبرها من أنا وأسألها عن چيلان صديقتي .
فقط نصف ساعة ووجدتها ترحب بي وتسألني عن حالي ثم قالت لي فجأة أنها تود إخباري بشئ لكن أعدها أولاً أنني لن أخبر چيلان أبداً مهما حدث وعن المشاكل التي ستحدث بينهم بسببي إذا فعلت ذلك .
أخبرتها أنني لن أفعل أبداً وطمئنتها ببعض الكلمات حتى قالت لي : ريام هل علاقتك بچيلان خلال تلك الفترة لم تتخطى حدود الصداقة ؟ هل سبق وكنتم بعلاقة لفترة من الوقت أم فقط أصدقاء ؟
- لا چيسي علاقتنا لم تتخطى حدود الصداقة مطلقاً أنا حتى كثيراً ما أخبرها أنني أعتبرها أخت لي وهي تخبرني أنني كذلك ، لكن لم هذا السؤال ؟

= ريام لقد لاحظت تغير چيلان كثيراً وعندما كنت أحاول أن أعرف السبب لم تخبرني لكنني أراها دائماً تبتسم وهي تمسك بهاتفها وعندما أسألها عن السبب تخبرني عنك مع بعض الكلمات التي تصفك بها وكم تحبك وترغب برؤيتك وأصبح يتكرر هذو الأمر كثيراً لدرجة أنني أصبحت أعلم عندما أسألها عنك ماذا ستقول عنكِ ، لكن يأتي عليها أحياناً كثيرة تصبح على غير عادتها هادئة ولا تتحدث وكل ما تخبرني به أنك ستكونين بعلاقة قريباً وعندما أسألها هل هذا سبب حزنها لا تتحدث وتخبرني أنها مرهقة من الأعمال المنزلية فقط وأنها تتمنى لكي السعادة دائماً

- أنا معك أكملي حديثك چيسي * هذا كل ما كتبته *

= أنا لست صغيرة ريام حتى لا أعلم أنها تكن لك بعض المشاعر ، لا أستطيع أن أصنفها أنها إعجاب أو حب لكنني أثق أنها تتخطى حدود الصداقة ، هل أنت قمتي بإخبارها في أي لحظة عن إعجابك بها أو حتى بعض التلميحات ؟

- لا أتذكر صدقيني قد أكون فعلت ذلك بدون قصد ، أقصد أن لم تكن نواياي وقد كانت بعض الكلمات بدافع الصداقة لا أكثر  .
هذا كل ما كتبته لم أرغب في إخبارها أنني لاحظت كثيراً أنها تطيل الحديث عن مميزاتي وشكلي وصفاتي ، لم أكترث وقتها للأمر ، أعني أنني لم أرى كلامها من زاوية أخرى فقط كنت أرى أننا أصدقاء وهذا أمر طبيعي .

مرت ربع ساعة ولم تقم بالرد حتى الآن لكنها في النهاية كتبت لي : حسناً ريام
هذا كل ما نطقت به قبل أن تقم بتذكيري أن لا أخبر چيلان أبداً وأن لا أقلق هي بخير .

أغلقت الهاتف وإستلقيت على سريري أنظر لسقف غرفتي بشرود وأتسائل هل كنت مخطئة حينما لم ألحظ مشاعرها تجاهي ، هل جرحتها في كل مرة كنت أتحدث عن حبيبتي وكانت تستمع لي وتنصحني وتساعدني حتى أقترب منها ، تعجبت لقوتها كيف كانت تتظاهر بهذه الطريقة أن الأمر لا يعني لها شيئاً ، لمت نفسي لأنني لم أتوقع أبداً وكأنني لن أميل للبنات فبالنهاية كان عليّ أن أتوقع هذا الشيء ، تعجبت أكثر كيف تخبرني أختها بهذا الأمر ، إذا علمت صديقتي بهذا الأمر فلن يمر بسهولة من الممكن أن تخسرها به ، لكن من المتوقع أن چيلان لم تخبرها أنني على علاقة بأحد ، لأنها إذا كانت على علم بذلك أنا أثق تماماً أنها لن تخبرني بهذا الكلام لكنها أرادت أن أقترب لچيلان أو أعطي لمشاعري فرصة لعلنا نتخطى الصداقة .

لكن الأمر ليس سهلاً ، ليس سهلاً لأنه مستحيل أن يحدث فأنا الآن في علاقة مع فتاة أخرى أحبها وتبادلني لكنني في نفس الوقت لا أظن أنني سأستطيع التحدث مع صديقتي وأنا أعلم أن مشاعرها من طرف واحد وأيضاً لا أستطيع أن أبتعد عنها ستشك بالأمر لا محال وستخسر أختها بسببي ، الأمر محير لأبعد الحدود ، هل لا يستطيع أن يعيش الإنسان ولو فترة بدون إختيارات وحيرة وإلقاء اللوم على نفسه في أغلب خطوات حياته .

أخيراً قررت أنني سأتظاهر كأنني لم أسمع شيئاً وسأتعامل معها طبيعياً دون تغيير وأنا على أمل أن تكون بخير ولا تعاني بسببي .

غداً سأذهب لشراء بعض الهدايا لحبيبتي ، لا يوجد مناسبة لكني أريد أن أسعدها فأنا لا أكتفي من تلك الابتسامة والسعادة قي عيناها كلما فعلت لها شيئاً يسعدها مهما كان هذا الشئ .

                           

                 * إنـتـهـى الـبــارت  *

I wanna be yours حيث تعيش القصص. اكتشف الآن