Part 36

836 42 6
                                    


اليوم سأبدأ بالمدوامة في عملي هنا لأول مرة ، لم يسبق لي العيش هنا لذا لا أعلم طبيعة أهل تلك البلد كثيراً ، لكن أعلم من حديث بعض أقاربي وصديقاتي أنهم يقدسون النظام في المواعيد جداً
لا يقبلون التقصير في العمل أو التأخير عن مواعيده
هم يرون أن كل شخص يعمل في هذه البلد له يد في تقدمها لذا فـ التهاون غير مسموح به .
من أكثر الأشياء التي تسعدني حقاً هو تقديرهم لمن يعمل لديهم فتجد أنك لا تبذل مجهودات تجدها تذهب هباءاً منثوراً لا أنت تُجازى بكل دقيقة من وقتك تعمل بها .

ثاني أكثر الأشياء التي عجبتني هو أن الجميع مشغولون بحالهم فقط ، لا أحد يهتم بأحد إطلاقاً
حتى لو كنت تمشي تتحدث مع نفسك في الشوارع لا أحد يكترث لك طالما لا تضره
أتخيل كيف ستكون حياتنا أنا وحبيبتي هنا ، كيف سنتمكن من قضاء وقتنا هنا والخروج في مواعيد غرامية دون تلقي تلك النظرات المشمئزة من الناس حولنا .
أتذكر في بلدنا كنا نخشى أن نمسك بأيدي بعضنا خوفاً من نظرات الناس التي تحمل معنى واحد ، أنتنّ مقززات للغاية ما الذي تفعلانه ؟
هي فقط لمسة عابرة نعبر عن مشاعرنا من خلالها فلماذا تلك النظرات المخيفة .

ذهبت لعملي ولم أرد إيقاظ چيلان يكفيها إرهاقها من تلك الجولات المتواصلة بالأمس .

أثناء سيري لذهاب عملي بالسيارة الخاصة بي تعجبت كيف لبلد أن تكون بهذا الكم من الجمال والنظام
همَ حتى يحترمون إشارات المرور ويقدرون المارة ويقدرون النساء أثناء سواقتهن .

لم يضايقني أي شخص ما هذا لم أعتاد على هذا الكم من الإحترام هناك .

كنت أتعجب ويضيق خلقي ممن ينبهر بالخارج وكيف أنه بمجرد سفره يذكر مميزات البلد الغريبة ويبدأ بنقد موطنه الأصلي حتى أتى اليوم الذي أصبحت فيه هذا الشخص .

لا يهم ، المهم أنني أتمنى أن يسير يومي الأول على ما يرام .

عندما وصلت لمكان العمل وجدته مريح جداً ، منظم ، أعتقد سأستمر هنا وقتاً طويلاً .
فأنا أؤمن أن الراحة لأي مكان تأتي غالباً من أول مرة تدخل بها .

دخلت لغرفتي الخاصة في إنتظار العملاء .

بما أنه يومي الأول فلم يأتي أناس كثيرة ، هم فقط أربع أشخاص وجميعهم رجال لا أعلم لم هذه المصادفة الغريبة لكن لا يهمني أيضاً .

عدت للمنزل وأثناء عودتي إستوعبت أنني لم أتناول أي طعاماً منذ الصباح ولا حتى شربت شيئاً سوى قهوتي .
هذه عادتي عندما أبدأ بالذهاب لأي مكان جديداً لست معتادة عليه كثيراً لا أهتم بالطعام .

غريب أمري ، أعمل منذ مدة طويلة وتعاملت مع سائر أنواع البشر لكني مازلت بداخلي هذا التوتر الطفيف الذي يلازمني كلما ذهبت لأي مكان لأول مرة .

لم أتردد إتصلت بأقرب مطعم قد بحثت عنه سابقاً وطلبت طعاماً لي ولچيلان حتى يجهز ويصل لحين عودتي للمنزل .

I wanna be yours حيث تعيش القصص. اكتشف الآن