Part 26

739 40 6
                                    

إستيقظت في صباح اليوم التالي وكانت الساعة الحادية عشر ظهراً  ، أظنني إستغرقت وقتاً طويلاً في النوم بسبب الإرهاق ، لم أذهب للعمل لأنه يوم أجازتي لكنني تفاجئت حينما نظرت بجانبي ولم أجدها
أين ذهبت في هذا الوقت المبكر ؟
أمسكت هاتفي حتى أحدثها لكنني تراجعت فلا أريد أن أكون متطفلة لأي سبب كان .
قبل أن أستقم من مكاني سمعت صوت الباب ينفتح لذا خرجت ووجدتها قد عادت وقبل أن أنطق وجدتها تقول
- ريام  صباح الخير أولاً ، بعتذر ذهبت دون أن أخبرك فقد أردت أن أصرف بعض النقود من ماكينة السحب الآلي تحسباً لأن أجدها مزدحمة في المساء .

همهمت لها فقط وانا أبتسم إبتسامة جانبية وأتسائل ما هذا المبرر السخيف ؟ أيفترض بي أن أصدقها ؟ ولما تذهب بهذه الملابس هل تتواعد مع الماكينة مثلاً .

لم أرد أن أجادل معها وذهبت للمطبخ أعددت لي كوباً من القهوة وتناولت بجانبه قطعتين من الشوكولاتة لعل مزاجي يتحسن قليلاً

ما بنا هذه الأيام لا أدري ، هي قبل أمس فقط أتت لتعيش معي وفي الصباح تغير حالها ومزاجها لسبب لا أعلمه أو ربما أعلمه لكنني أتجاهله .

لقد نفذ صبري حقاً سأتحدث معها الآن وليحدث أي شيئاً لا أهتم .

= نانسي هل لنا أن نتحدث بعض الوقت قبل ذهابك إلى العمل ؟

- بالطبع ريام ما بك

= هل لكِ أن تخبريني ما بك ؟ لم تتحدثي منذ يومان وفقط شاردة مع هاتفك ما الذي يحدث أريد أن أعلم .

* لم تنظر لي فقط نظرت للأرض ولم تنطق بحرف حتى تنهدت وفجأة *

- ريام أنت تريدين مني أن أكون صريحة معك اليس كذلك ؟

= بالطبع لا أريد سوى الصراحة حتى إذا آلمتني .

- أنا لا أعلم كيف أصارحك لكني أدركت أنني ما زلت أكن بعض المشاعر لرفيقي السابق ، لا أستطيع أن أشرح لكِ لكنه عندما حدثني بالأمس وجدت نفسي أتوق لرؤيته والتحدث معه صدقيني لا أعلم كيف حدث ذلك .

* الآن فقط علمت ماذا يعني أن يتوقف لسانك عن الكلام ، أن تضيع منك الحروف وكأنك طفل لا يعلم شيئاً عن الكلام سوى أنه مجرد صوت *

كيف لها أن تنطق بهذه الكلمات أمامي هكذا وكأننا أصدقاء ، أخوات ، كأننا في أي علاقة عدا أننا نتواعد .

- ريام سامحيني لم أتعمد إيذاء مشاعرك صدقيني .

   هذا كل ما نطقت به وآخر ما سمعته منها قبل أن أذهب من أمامها وأرتدي ملابسي بمنتهى العشوائية وأذهب للخارج ، أصبحت الآن مثل كل الدرامات التي شاهدتها ، لا أعلم من حولي ولا أدرك أين أنا فقط أجري وأسير بين الشوارع لعلها تنقذني من أفكاري .

جلست أخيراً على الرصيف حتى أرتاح قليلاً ثم قررت أن أعود للمنزل في المساء .
قررت عندما أعود أن أخبرها شيئاً واحداً فقط ، ما تريد فعله سأرحب به سواء كانت تريد أن تستمر في العيش معي أم سوف تذهب
أنا أعلم أنني قررت ذلك لأنني على يقين أنها ستذهب ماذا ستفعل هنا أساساً .
الأمر مضحك قليلاً كيف لنا أنه عندما تعيش معي أخيراً بعد إنتظار كل هذه الشهور ، ننفصل بهذه السهولة دون أي جدال
دون مشاكل فقط أنها أدركت فجأة أنها تشتاق لحبيبها وتشعر ببعض المشاعر تجاهه
هي لا تميل للفتيات هذا واضح جدآ لي الآن ، هي فقط لم ترد خسارتي ، تعلقت بي ليس أكثر .

سأعود للمنزل الآن وأنا أشعر بأنني أحمل على عاتقي حملاً ثقيلاً وهو الخذلان .

فقط اتمنى أن أتخطى هذا الحزن ، أظنها كانت إشارة لي أن ترفضني سابقاً لكني لم أهتم حينها وبمجرد عودتها تقبلتها بصدر رحب وكأنها لم ترفضني وتبتعد عني .

بمجرد دخولي للمنزل وجدتها قد أعدت شنطتها بالفعل وكأنها منتظرة هذه اللحظة منذ الصباح ، وكأنها كانت مقيدة وسوف تتحرر من حبي وإهتمامي .

= إعتني بنفسك نانسي ولا تعودي ، فقط أريد منكِ ألا تعودي أبداً .

إقتربت مني لتحتضنني لكنني دفعتها ببطء ، حتى الآن لا أستطع أن أقسو عليها ، ما زلت أحبها ، ما زالت طفلتي البريئة .

خرجت من المنزل وبمجرد أن اغلقت الباب خلفها سمحت لنفسي بالإنهيار .
لأول مرة أجرب شعور أنني أريد الإلقاء بأي شيء حولي حتى أفرغ غضبي به ، أردت الصراخ بقوة لكنني لم أفعل .
فقط بكيت لساعات لا أعلم عددها ، بكيت حتى شعرت بألم رأسي يتملكني لم أستطع السيطرة عليه ، سرعان ما تناولت بعض المسكنات ثم نمت ولم أستيقظ إلا بعد عشر ساعات .
هذه عادتي منذ الطفولة وأظنها ستلازمني للموت .
كلما تألمت بشدة إتخذت من النوم ملجأ لي .

في الصباح وجدت چيلان كعادتها أرسلت لي عدة رسائل من القلق ، تذكرت أول مرة تم رفضي بها وكيف كانت چيلان بجانبي أيضاً .
كأنها تشعر بي ، تنقذني من أفكاري قبل أن أؤذي نفسي بها .
أجدها هنا لي ولأجلي ، تماماً كما كنت أفعل مع حبيبتي لكن الفرق أنني لم أتلقى سوى الخذلان الذي أحاول ألا أجعل صديقتي تشعر به .

أمسكت هاتفي وحدثتها ، طلبت منها أن أهاتفها حتى أحكي لها تفاصيل ما حدث .

بعدما تحدثنا ، طلبت مني ولأول مرة منذ بداية تعارفنا عنوان منزلي ، تفاجئت لم هذا الطلب وكيف سوف تأتي
لم أهتم فقط أرسلته لها وذهبت لتناول بعض الطعام فلم أتناول طعامي منذ أمس تقريباً .

عدت لأجد بعض الرسائل من صديقتي تتحدث عني وعن مميزاتي وقلبي ، تحاول أن تجعلني لا أفقد ثقتي بنفسي ، هي دائماً تفعل هذا الأمر .
هي آخر ما تبقى لي في هذه الحياة البائسةة .

     

                     ..
                    .. إنتهى البارت .. ♥️

I wanna be yours حيث تعيش القصص. اكتشف الآن