إستيقظت في صباح اليوم التالي وكانت الساعة الحادية عشر ظهراً ، أظنني إستغرقت وقتاً طويلاً في النوم بسبب الإرهاق ، لم أذهب للعمل لأنه يوم أجازتي لكنني تفاجئت حينما نظرت بجانبي ولم أجدها
أين ذهبت في هذا الوقت المبكر ؟
أمسكت هاتفي حتى أحدثها لكنني تراجعت فلا أريد أن أكون متطفلة لأي سبب كان .
قبل أن أستقم من مكاني سمعت صوت الباب ينفتح لذا خرجت ووجدتها قد عادت وقبل أن أنطق وجدتها تقول
- ريام صباح الخير أولاً ، بعتذر ذهبت دون أن أخبرك فقد أردت أن أصرف بعض النقود من ماكينة السحب الآلي تحسباً لأن أجدها مزدحمة في المساء .همهمت لها فقط وانا أبتسم إبتسامة جانبية وأتسائل ما هذا المبرر السخيف ؟ أيفترض بي أن أصدقها ؟ ولما تذهب بهذه الملابس هل تتواعد مع الماكينة مثلاً .
لم أرد أن أجادل معها وذهبت للمطبخ أعددت لي كوباً من القهوة وتناولت بجانبه قطعتين من الشوكولاتة لعل مزاجي يتحسن قليلاً
ما بنا هذه الأيام لا أدري ، هي قبل أمس فقط أتت لتعيش معي وفي الصباح تغير حالها ومزاجها لسبب لا أعلمه أو ربما أعلمه لكنني أتجاهله .
لقد نفذ صبري حقاً سأتحدث معها الآن وليحدث أي شيئاً لا أهتم .
= نانسي هل لنا أن نتحدث بعض الوقت قبل ذهابك إلى العمل ؟
- بالطبع ريام ما بك
= هل لكِ أن تخبريني ما بك ؟ لم تتحدثي منذ يومان وفقط شاردة مع هاتفك ما الذي يحدث أريد أن أعلم .
* لم تنظر لي فقط نظرت للأرض ولم تنطق بحرف حتى تنهدت وفجأة *
- ريام أنت تريدين مني أن أكون صريحة معك اليس كذلك ؟
= بالطبع لا أريد سوى الصراحة حتى إذا آلمتني .
- أنا لا أعلم كيف أصارحك لكني أدركت أنني ما زلت أكن بعض المشاعر لرفيقي السابق ، لا أستطيع أن أشرح لكِ لكنه عندما حدثني بالأمس وجدت نفسي أتوق لرؤيته والتحدث معه صدقيني لا أعلم كيف حدث ذلك .
* الآن فقط علمت ماذا يعني أن يتوقف لسانك عن الكلام ، أن تضيع منك الحروف وكأنك طفل لا يعلم شيئاً عن الكلام سوى أنه مجرد صوت *
كيف لها أن تنطق بهذه الكلمات أمامي هكذا وكأننا أصدقاء ، أخوات ، كأننا في أي علاقة عدا أننا نتواعد .
- ريام سامحيني لم أتعمد إيذاء مشاعرك صدقيني .
هذا كل ما نطقت به وآخر ما سمعته منها قبل أن أذهب من أمامها وأرتدي ملابسي بمنتهى العشوائية وأذهب للخارج ، أصبحت الآن مثل كل الدرامات التي شاهدتها ، لا أعلم من حولي ولا أدرك أين أنا فقط أجري وأسير بين الشوارع لعلها تنقذني من أفكاري .
جلست أخيراً على الرصيف حتى أرتاح قليلاً ثم قررت أن أعود للمنزل في المساء .
قررت عندما أعود أن أخبرها شيئاً واحداً فقط ، ما تريد فعله سأرحب به سواء كانت تريد أن تستمر في العيش معي أم سوف تذهب
أنا أعلم أنني قررت ذلك لأنني على يقين أنها ستذهب ماذا ستفعل هنا أساساً .
الأمر مضحك قليلاً كيف لنا أنه عندما تعيش معي أخيراً بعد إنتظار كل هذه الشهور ، ننفصل بهذه السهولة دون أي جدال
دون مشاكل فقط أنها أدركت فجأة أنها تشتاق لحبيبها وتشعر ببعض المشاعر تجاهه
هي لا تميل للفتيات هذا واضح جدآ لي الآن ، هي فقط لم ترد خسارتي ، تعلقت بي ليس أكثر .سأعود للمنزل الآن وأنا أشعر بأنني أحمل على عاتقي حملاً ثقيلاً وهو الخذلان .
فقط اتمنى أن أتخطى هذا الحزن ، أظنها كانت إشارة لي أن ترفضني سابقاً لكني لم أهتم حينها وبمجرد عودتها تقبلتها بصدر رحب وكأنها لم ترفضني وتبتعد عني .
بمجرد دخولي للمنزل وجدتها قد أعدت شنطتها بالفعل وكأنها منتظرة هذه اللحظة منذ الصباح ، وكأنها كانت مقيدة وسوف تتحرر من حبي وإهتمامي .
= إعتني بنفسك نانسي ولا تعودي ، فقط أريد منكِ ألا تعودي أبداً .
إقتربت مني لتحتضنني لكنني دفعتها ببطء ، حتى الآن لا أستطع أن أقسو عليها ، ما زلت أحبها ، ما زالت طفلتي البريئة .
خرجت من المنزل وبمجرد أن اغلقت الباب خلفها سمحت لنفسي بالإنهيار .
لأول مرة أجرب شعور أنني أريد الإلقاء بأي شيء حولي حتى أفرغ غضبي به ، أردت الصراخ بقوة لكنني لم أفعل .
فقط بكيت لساعات لا أعلم عددها ، بكيت حتى شعرت بألم رأسي يتملكني لم أستطع السيطرة عليه ، سرعان ما تناولت بعض المسكنات ثم نمت ولم أستيقظ إلا بعد عشر ساعات .
هذه عادتي منذ الطفولة وأظنها ستلازمني للموت .
كلما تألمت بشدة إتخذت من النوم ملجأ لي .في الصباح وجدت چيلان كعادتها أرسلت لي عدة رسائل من القلق ، تذكرت أول مرة تم رفضي بها وكيف كانت چيلان بجانبي أيضاً .
كأنها تشعر بي ، تنقذني من أفكاري قبل أن أؤذي نفسي بها .
أجدها هنا لي ولأجلي ، تماماً كما كنت أفعل مع حبيبتي لكن الفرق أنني لم أتلقى سوى الخذلان الذي أحاول ألا أجعل صديقتي تشعر به .أمسكت هاتفي وحدثتها ، طلبت منها أن أهاتفها حتى أحكي لها تفاصيل ما حدث .
بعدما تحدثنا ، طلبت مني ولأول مرة منذ بداية تعارفنا عنوان منزلي ، تفاجئت لم هذا الطلب وكيف سوف تأتي
لم أهتم فقط أرسلته لها وذهبت لتناول بعض الطعام فلم أتناول طعامي منذ أمس تقريباً .عدت لأجد بعض الرسائل من صديقتي تتحدث عني وعن مميزاتي وقلبي ، تحاول أن تجعلني لا أفقد ثقتي بنفسي ، هي دائماً تفعل هذا الأمر .
هي آخر ما تبقى لي في هذه الحياة البائسةة .
..
.. إنتهى البارت .. ♥️
أنت تقرأ
I wanna be yours
Romanceفتاة تقع في حب فتاة أخرى لكن ماذا لو كانت المشاعر من طرف واحد وكيف سوف تتخطاها !