من المفترض أن نذهب إلى المطار بعد ساعات لكننا أردنا أن نخرج سوياً لآخر مرة قبل سفرنا فنحن سنفتقد وطننا حقاً فمن المستحيل ألا نفتقده وهذا المكان الذي قضينا فيه قرابة الربع قرن لذا سألت چيلان عن رغبتها ووافقتني الرأي فلم نفكر مرتان بدأنا بالإستعداد لكننا لم نرغب في المبالغة سواء بالملابس أو المكياج ، هي فقط ساعة وسنعود لذا إرتدينا هودي أسود وحذاء بنفس اللون ولم نأخذ سواء هاتف چيلان لإلتقاط بعض الصور مع البطاقة الائتمانية الخاصة بي ثم ذهبنا
لطالما كنت شغوفة بقراءة الروايات ذات الطابع الرومانسي والدرامي حيث يلتقي البطل بحبه الأول الذي تخطاه ويشعر بالتعجب من حاله و كيف وقع له يوماً ما لكن أن يحدث معي صراحةً لم تخطر ببالي
بينما نسير أنا وحبيبتي وننظر إلى القمر وتلك النجوم التي تبهرنا في كل مرة نراها وكأنها أول مرة ، نتأمل السماء ونمسك بأيدي بعضنا البعض لا نتحدث فقط نتأمل ونخطتف نظرة سريعة كل بضع ثوان وكعادتي أنتهز الفرصة حيث لا يوجد أحداً يرانا وأسترق قبلة سريعة من تلك الشفاة التي أُصِبتْ بالإدمان بفضلها خاصة عندما تضع مرطب الشفاه بطعم الفراولة يجعلني أتخدر تماماً .
لم يمر سوى دقائق حتى وجدت صوتاً مألوفاً لي يناديني ، مألوفاً جداً هذا الصوت قد أنسى صاحبته لكنني لن أنساه مهما مر الوقت ، تجاهلت النداء في أول مرة لعلها تذهب ، لعلها تتراجع عن الحديث لكنها لاحقتنا وفجأة وجدتها تناديني مرة أخرى فسرعان ما إلتفتت لها وكانت كما توقعت
نانسي !- ريام كيف حالك وأين أنت لقد حاولت التواصل معك عدة مرات وجميعها فشلت ، أيضاً ذهبت لمنزلك ولم أجدك هل أنت بخير ؟ * كانت تلك نانسي ، تتحدث بطريقة جعلتني أبتسم إبتسامة جانبية على مدى سذاجتها *
وهل تظن أنني سأعود لها كما تشاهد في الأفلام الرومانسية المبتذلة ! تتركني لأنها أدركت فجأة أنها لم تميل للبنات قط وفقط مشاعر عابرة !
= أنا بخير نانسي * أجبتها ولم أهتم كثيراً لأن أعيد لها سؤالها فسواء كانت بخير أم لا هذا أمر لا يعنيني * أقدم لكِ حبيبتي چيلان , چيلان هذه نانسي كانت زميلة قديمة لي في المكتبة ..
كلاهما يعرف الآخر لكنني تعمدت قول هذه الكلمات حتى لا يرتفع سقف طموحاتها عالياً .
واصلت حديثي : فرصة سعيدة ألاقي لاحقاً ولم أنظر لها ثانية أخرى حتى مسكت يد چيلاني وواصلنا المشي وكما توقعت لن يمر هذا الموقف كلحظة عابرة على چيلان وجدتها وقفت ونظرت لي
- ريام حاولت ألا اتحدث لكنني لا أستطيع ، أنا سعيدة بحديثك هذا لا تعلمي كيف شعرت وأنت تخبريها من أنا لكن هل جدياً لم تشعري بأي شيء أمامها الآن ؟
- لاحظت نبرة الخوف واضحة في صوتها لم تستطع إخفاءها ، بريئة هي مهما حاولَت التصنع يفضحها صوتها -
= چيلان إذا كان هناك شعور واحد بداخلي الآن تجاه نانسي سيكون شعور أنني سامحتها ولم أشعر وكأنه لم يحدث ما حدث وفقط علاقة صداقة عابرة ليس أكثر ، أنا مكتفية بكِ للحد الذي لا تتخيليه چيلان ، أنا أحبكِ هل لازلتي لا تستوعبي مشاعري !
إحتضنتها بقوة وأنا أقبل رأسها وأعتذر لها عن كل الأيام التي عشتها بدونها وعن أي لحظة تجاهلتها أو كنت سبباً في ألمها ..
لم نتحدث مرة أخرى ومر الأمر كأنه لم يحدث ثم عدنا للمنزل حتى نعود في الغد ألمانيا مرة أخرى ..
أنا أحبك چيلان وممتنة لكل الأسباب التي تعرفت خلالها بك وممتنة آلاف المرات لأختك ووالدتك ودعمهم لنا ..
نهاية قصة حزينة لا تعني بالضرورة أنكِ ستغدوا وحيداً لكنها قد تكون بداية لحياة جميلة برفقة من يحبك لذاتك ليس لأنك تهتم به ، ليس لأنك فرصة جيدة له لا أكثر ..
إنتهت الرواية
أتمنى تكون عجبتكم
أنت تقرأ
I wanna be yours
Romanceفتاة تقع في حب فتاة أخرى لكن ماذا لو كانت المشاعر من طرف واحد وكيف سوف تتخطاها !