استيقظ في الصباح بسبب صوتٍ غير مألوفٍ في جناحه، انتفض على الفور يغادر غرفته بينما يعمل عقله ليستوعب أنه الآن في قصر عائلته واتجه نحو غرفة سيما على الفور.
كان هناك خادمةٌ في الداخل، بينما كانت سيما متكورةٌ على نفسها في سريرها بشكلٍ رافض تحاول إبعاد المرأة عنها بخوف واضح، نقل نظره بينهما لتقول الخادمة على الفور "سيد آرمور، لقد دخلتُ الغرفة لأنظفها وحسب، لم أتوقع أن أجد أحداً هنا."
"هذه الفتاة معي." قال بهدوء ثم التفت لها وسأل "هل فعلتِ شيئاً لها؟"
"لا.. أقسم أنني دخلتُ للتو."
"لا بأس، غادري.."
أشار لها لتذهب ثم تنهد، لن تكون الأيام الأولى سهلةً حتماً.
فتح الستائر المغلقة ثم نظر للطفلة الصغيرة الجالسة على سريرها وقال بلا مقدمات "هل تخافين من الآخرين؟"
كان سؤالاً مباشراً غير متوقع، نهضت سيما سريعاً نحوه واحتضنته بقوة، توقف مكانه لوهلة غير مستوعبٍ لذلك، لطالما ظن أنها تكرهه، لذلك تجمد قليلاً بسبب تصرفها الغير متوقع.
"اسمعيني يا سيما.." قال بهدوء يضع يده على كتفيها لتنظر نحوه وأضاف "لقد قلتُ أنني سأحميكِ، تذكري ذلك، ولا تخافي من أي شيء.."
"ماذا لو آذوني؟" سألته بتردد فابتسم وهو يحرك رأسه نفياً "لن يفعلوا.."
في النهاية اقتنعت الفتاة بعد معاناةٍ معها، تركها لتبدل ملابسها وذهب ليغتسل، حين عاد لها أمسك بيدها يقودها للطابق الأرضي حيث توجد غرفة الطعام، بينما تلاحقه نظرات سكان القصر وهمساتهم المعتادة.
كانت غرفة الطعام فارغةً كالعادة، إذ فضل معظم أفراد المنزل الأكل بشكلٍ منفصلٍ أحدهم عن الآخر، لم يكن هناك سوى كريستوفر الذي يتناول طعامه بينما يمسك هاتفه المحمول وحقيبةٌ صغيرةٌ بجانبه.
التفت نحو الباب عند دخول آرمور، أنظاره المستغربة تنقلت بين الثلاثة ليقول شقيقه الأكبر "هل يمكننا مشاركتك؟"
ابتلع اللقمة في جوفه وهز رأسه إيجاباً دون أن يقول أي كلمة، بينما أغلق هاتفه يضعه على الطاولة بجانبه، وراقب آرمور الذي يخبر الخادمة بجلب طعامٍ له وللطفلة والذئبة، تساءل متى كان شقيقه حنوناً أو مهتماً بأي شيءٍ بهذه الطريقة.
"صباح الخير." قالت سيما بعد أن جلست مقابلاً له مباشرةً وانتبهت لنظراته نحوها، رفع حاجبيه بسبب ذلك، ولكنه ابتسم وأجاب "صباح الخير يا صغيرة."
كان موجوداً منذ قليل حينما سألها آرمور حول خوفها من الآخرين، وحسب فهمه للوضع العام فقد كانت الفتاة قليلة الكلام ولا تتفاعل مع أي شيء، هي حرفياً لم تقل أي حرفٍ طوال طريقهم بالسيارة البارحة، مجرد أنها ألقت التحية الآن جعله مستغرباً، ولكنه ابتسم بسبب ذلك أيضاً.
أنت تقرأ
Nuckles land | أرض نوكلس
Vampireعندما يقرر وريث عرش مصاصي الدماء أن يتمرد على قرارات عائلته، وأن يقحم في حياته أشخاصاً لا يتقبلهم بنو جنسه.. يعتني بذئب ضخم، يربي طفلة بشرية، ويهرب بعيداً لسنوات طويلة.. "العالم لا ينتظر أحداً، العالم يتجاهل الأشخاص المتأخرين، ويتركهم وراءه، ويمضي ق...