لم ترمش سيما حينما جلست أمام آنجلكس في المساحة المشتركة في القصر، بينما تتمتم آنجلكس بتعويذات عائلة هييل لتشفي الجرح، بينما كان آلفيس يقف في نهاية الغرفة، ينظر لها ويضحك بشدة، لأنها كانت متوترةً حقاً، كانت تشعر بالحرج منهم، لأنها وجدت نفسها فجأة تعيش معهم في منزلٍ واحد بعد أن اعتادت على لوسيوس وميردا، وتشاركهم موائد الطعام أو تفاصيل بسيطة في الحياة، وقد استمتع آلفيس بالسخرية من ذلك..
ربما.. استمتع آلفيس بالسخرية من كل شيء حرفياً
"هل انتهيت؟" قالها آرمور وهو ينظر له بحدة ليحرك آلفيس رأسه نفياً ومازالت ابتسامته المستفزة على وجهه.
رغم أن آرمور تأقلم معهم أكثر من سيما بكثير، ولكن آلفيس بشكلٍ خاص كان يزعجه، كان يملك شخصيةً يمكنها أن تخرج أسوأ ما بالآخرين في لحظات، وقد استمتع آلفيس برؤية تأثير شخصيته على الآخرين، ولا سيما آرمور الذي لم يكن يسايره في مزاحه كثيراً.
"كيف تشعرين؟ هل تؤلمك؟" سألت آنجل وهي تحرك ذراع سيما بهدوء محاولةً ألا تؤلمها، ولاحظ آرمور دخول دانيل للصالة، ينظر للمعالجة بدون أن يرمش، كما اعتاد أن يفعل دوماً حينما لا يكون هناك أشخاص غرباء في المكان.
حركت سيما رأسها نفياً، متعجبةٌ أن يدها لم تعد تؤلمها أبداً، بدأت تحركها محاولةً التأكد من الأمر ولم تشعر بأي ألمٍ بالفعل، فنظرت نحو آرمور بابتسامةٍ واسعة بادلها إياها بمودة وهو يقول "شكراً لكِ آنجلكس.."
"لا بأس، سأخبر أولئك الحمقى بالمدرسة ألا يستعملوا سيوفاً حادةً هكذا في حصة المسايفة."
"لا تتعبي نفسكِ، سأذهب غداً لأتحدث معهم.."
سقطت ابتسامة سيما وهي تسمع المحادثة، بينما أجابت آنجلكس "لا عليك، من واجب عائلة هييل أن تتابع الأمور التعليمية كلها، لم أراقب أمور الثانوية جيداً منذ كنا منشغلين بتحديد الأساسيات التي يجب تعليمها للأطفال."
همهم آرمور وتحركت سيما تقف بجانبه، تمسك بيده وترجع خطوةً للوراء خلفه، كانت تفعل ذلك حينما كانت طفلة في أي وقتٍ وأي مكان، طالما هناك شخصٌ غريب فقد كانت تختبئ حرفياً خلفه، أما الآن، باتت تمسك بيده وتقف بجانبه حينما تكون وسط الورثاء الأربعة، كان ذلك يشعرها بالأمان، لأنها قابلت الكثير من مصاصي الدماء، وكان بوسعها -حتى رغم كونها بشرية- أن تشعر أنهم شخصياتٌ مخيفة، آرمور كان يثق بهم، ولكنها مازلت تشعر وكأنها على وشك التلاشي أمامهم، وكانت ترغب بالهرب أو الاختباء..
"بالمناسبة.. سمعتُ أنكِ ستدخلين السيدة ميردا في نظامكِ التعليمي."
قال دانييل فجأة والتفت آرمور نحوه باستغراب لتحرك رأسها إيجاباً "على الأرجح، ميردا ولوسيوس يديران مركز التدريب الرئيسي لكل مصاصي الدماء من أصغرهم حتى أكبرهم، ولكن السيدة ميردا أخبرتني أنها تملك وقت فراغٍ وأن بوسعها مساعدة المعلمين في مدارس الأطفال على ذلك."
أنت تقرأ
Nuckles land | أرض نوكلس
Vampireعندما يقرر وريث عرش مصاصي الدماء أن يتمرد على قرارات عائلته، وأن يقحم في حياته أشخاصاً لا يتقبلهم بنو جنسه.. يعتني بذئب ضخم، يربي طفلة بشرية، ويهرب بعيداً لسنوات طويلة.. "العالم لا ينتظر أحداً، العالم يتجاهل الأشخاص المتأخرين، ويتركهم وراءه، ويمضي ق...
