52 |قريبة وآمنة|

867 120 12
                                    

مر أسبوعين على مكالمة آلفيس وكريستوفر الأخيرة، كان آلفيس يرس له رسالةً كل يوم يخبره عن حالة سيما، ولم يتصل مجدداً، ربما كان محرجاً لأنه في حديثهما الأخير انفجر بالبكاء، ولم يتصل كريستوفر لأن آلفيس أخبره أن الأمور على ما يرام..

كانت الفتاة متعبة، وبشكلٍ ما لم تكن مرتاحةً نفسياً، انعزلت بغرفتها لوقتٍ طويل.

في المرة الأولى التي رأت بها الدماء، شعرت أنها ستتقيء، فقدت السيطرة على نفسها، وبدأ جسدها يؤلمها، حينها عانقها آلفيس، وقدم لها يده لتعضها بقوة، شعر بالألم لأنها كانت تضغط بشدة، لم يرَ من قبل مصاص دماء يهاجم بهذه الشراسة، ولكنه تركها، لم يقل أي شيء، بينما يقف آرمور ويراقبهم، وتحاول ليا تهدتئه..

تركها آلفيس تشرب دماءه لوقتٍ طويل، شعر بالدوار للحظات ولكنه لم يعقب على الأمر، كان يعرف أن الأمر لن يؤثر عليه كثيراً، وبمجرد أن يشرب بعض الدماء أو يرتاح قليلاً فسيعوض ذلك التعب..

ولكنها عندما انتهت، تراجعت للوراء تنظر للشاب ذي الشعر الطويل الجالس على الأرض أمامها ينظر نحوها بأعينٍ هادئة، أخفضت نظرها ترى يده المليئة بالدماء بسبب طريقتها الفوضوية والجرح الحاد لأنيابها على معصمه، قبل أن تمسح فمها بيدها وتنهار بالبكاء.. لقد كانت تعرف أنها ستصل لهذه المرحلة، ولكنها لم ترد أن تعيشها ..

بعد تلك الحادثة، بقيت في غرفتها لأسبوعين كاملين، لم يدخل إليها سوى ميردا التي كانت تعتبرها محل أمها، وبعدها سمحت لآرمور، ثم ليا، ولم يتحدث آلفيس معها حتى لا يزعجها..

كان يجلس في غرفته يعمل على بعض الأوراق، يجمع شعره بربطةٍ صغيرة، سمع طرقاتٍ بسيطةٍ على باب غرفته ليهمهم يسمح لهم بالدخول، لم تكن عائلته هنا، ولم يطرق بابه سوى بعض الخدم الذين يجلبون له الطعام أو الشراب حينما لا يغادر..

"ما الأمر؟" سأل بدون أن يلتفت، لم يشعر بأي شخصٍ يقترب منه ليضع له القهوة المعتادة لذا التفت ليجد آرمور واقفاً بجانب الباب، يستند على الجدار وينظر نحوه.

أسند ذراعه على الكرسي ونظر نحوه بانتظاره أن يتكلم، كانت نظراته واجمة، لم يبتسم آرمور لمرةٍ واحدة منذ أن فعلت سيما ما فعلته، حتى على الرغم من أن حياته كانت مختلفة بسبب وجود امرأةً بجانبه، ولكنه لم يستطع أن يكون سعيداً..

"هذا أنت إذاً.. ما الذي تفعله في جناحي؟"

"لا أريد أن أسمع ذلك منكَ وأنتَ تقضي نصف وقتكَ في مكتبة كريستوفر."

"لم أعد أفعل ذلك مؤخراً.." أجاب بهدوء، لم يكن يذهب لأن سيما لم تخرج من غرفتها، وبات المكان يشعره بالضيق أكثر لأنه اعتاد على وجودها معه عوضاً عن فكرة ذهابه ليكون وحده..

"ما الأمر؟ ما الذي تريده يا آرمور؟" قال بهدوء، لم يكن مستعداً لبدء أي جدالٍ أو نقاش، كان متعباً حقاً في الفترة الأخيرة حصلت الكثير من الأمور التي تجعله متوتراً بصورةٍ بشعة..

 Nuckles land | أرض نوكلس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن