19 |مزرعة الخيول|

957 137 10
                                    

عندما أخبر كريستوفر شقيقه الأكبر عن اجتماعهم ظن آرمور أنه كان منزعجاً حول شيءٍ ما، ولكن في صباح اليوم التالي، تعامل كريستوفر بطبيعيةٍ تماماً، لم يبدُ بمزاجٍ سيء كما كان في اليوم الفائت.

بما أن آرمور لم يره في ذلك اليوم سوى أثناء الغداء بعد عودته من التدريب حين لم يتحدث ولا كلمة، وفي المكتبة وهو يخبره عن الاجتماع، فقد قدر أنه ربما كان في مزاجٍ سيء لشيءٍ حصل في التدريب أو الجامعة، قرر أنه لن يفكر كثيراً، لأن انشغاله بالتفكير حول اللقاء كان أكثر أهميةً بكثير من انشغاله بسؤال "لم كان كريستوفر منزعجاً" وهو يخبره حول اللقاء.

في المساء، تأكد من إخبار سيما بمغادرته، لأنها كانت تطرق الباب عليه في الليل أحياناً، ثم عاد لغرفته ليبدل ملابسه..

بقي ينظر لخزانة الملابس وقتاً لا بأس به، هل عليه التفكير بالأمر كاجتماعٍ رسمي، فيرتدي ملابس أكثر رسمية، أم يرتدي ملابسه العادية؟

بعد التفكير ملياً، حتى ولو كان اجتماعاً رسمياً فهو لم يكن في شركة، لن يطرده أحد أو يقول له شيءٌ ما لو وجد ملابسه غير ملائمة، كان مثلهم في المرتبة، لا أحد سيتحدث معه بلا احترام.

انتهى به الأمر بسروالٍ وقميصٍ أسودين، النمط المعتاد الذي يلبسه، والذي كان رسمياً بما يكفي لجلسةٍ مع ورثاء العائلات الملكية الثلاثة، بسبب الجو البارد التقط سترةً رماديةً من خزانته، ولكنه حملها على ذراعه ولم يرتديها، تركها في حال ازداد الجو برودةً في هذه الليلة.

نزل للأسفل يقف في حديقة المنزل متكئاً على الجدار بجانب الباب، بعد دقائق خرج كريستوفر ونظر له ثم رفع مفتاح سيارةً وهو يقول "لنذهب."

تبعه آرمور بدون أن يتحدث، ركب كريستوفر سيارته البيضاء، شغل موسيقا هادئة، وترك الأضواء في الداخل مطفأة، بعد أقل من نصف ساعة حينما كانوا يبتعدون عن المدينة لم تكن ملامح وجهه واضحةً بسبب الظلام الدامس، وأضواء السيارة كانت تضي الطريق مقابلاً لهم وحسب.

"هذا ليس طريق منزل عائلة سكارز" كانت الجملة الوحيدة التي قالها آرمور لشقيقه منذ الصباح، التفت كريستوفر إليه لثانية ثم نظر للطريق مجدداً وأجاب "نحن نجتمع في مزرعة الخيول خاصتهم، بعيداً عن زحام العاصمة، وحتى لا يزعج وجودنا معاً العاملين في قصرهم."

"يزعجهم؟؟"

"يكفي بأنهم يخدمون في قصرٍ فيه أبناء عائلة سكارز، هل ستجلب لهم آنجلكس هييل وألفيس بين والابن الأصغر لعائلة بلود وتتوقع أن لا يغمى على بعضهم لمجرد وجود هؤلاء الأشخاص كلهم بالأرجاء؟"

همهم آرمور ولم يتكلم، أراد أن ينظر للطريق ولكن الظلام الدامس حجب عليه رؤية أي شيء، تمنى لو أنهم غادروا بالصباح، سيكون بوسعه رؤية المساحات الخضراء الشاسعة التي تمر السيارة بجانبها، ولم يصله منها سوى رائحة العشب الندي بعد الأمطار الخفيفة التي تساقطت منذ بضعة ساعات، شعوره بالملل دفعة ليفتح هاتفه ويعبث به بلا غاية، محاولاً اكتشاف طريقةٍ لتمضية الوقت.

 Nuckles land | أرض نوكلس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن