39 |حديثٌ عن الحب|

945 137 8
                                    


رغم أن آلفيس تشاجر نصف مشاجرةً مع آرمور في الصباح، ولكن ذلك لم يمنعه بأن يذهب للمكتبة في جناح عائلة بلود مرةً أخرى، ورغم أنه أخبرهم أنه سيقابلهم على العشاء، ولكن لم يبدُ وكأنه ينوي فعل ذلك تماماً..

انتهى به الأمر يشاهد غروب الشمس من شرفة غرفته مفكراً بمحادثته مع كريستوفر ثم يذهب ليجلس في المكتبة، لم يكن يحب الكتب كثيراً كما كان كريستوفر، وحين أخبر آرمور بأنه يريد الدخول للمكتبة لأنه يريد رؤية الكتب التي اشتراها هو وكريس معاً فقد كانت كذبةً تقريباً، كان يشعر بالراحة في هذا المكان، لم يكن أحدٌ يقاطعه، ولم يكن يرى أي شخصٍ على الإطلاق، كان المكان مناسباً له للاسترخاء.

لم يعرف آرمور أن جناح عائلة بين يحوي مكتبةً كبيرةً أيضاً، وأن خاصة كريستوفر لا تساوي رفين أو ثلاثة من تلك، ولو علم بذلك لما قبل طلب آلفيس بالدخول إلى هنا..

ولكن آلفيس لم يكن هنا لأنه يشعر بالراحة بين الكتب وحسب، لم تكن عائلته تدخل إلى هذا المكان، وهذا الأمر كان مفصلياً بالنسبة له..

لم يكن يطيق تبجح إخوته الأكبر ولا دلال إخوته الأصغر، وبطبيعة الأحوال كشخصٍ من عائلةٍ كهذه، لم يحب والديه على الإطلاق، لقد كبر بسببهما كشخصٍ مهووس يحب الألم، ويعرف تماماً كيف يعذب الآخرين ليستخرج منهم ما يريد من المعلومات، كانت هذه من أوائل الأشياء التي تعلمها من والده حين كان طفلاً، لذا كانت شخصيته كلها مبنيةٌ على هذا االنوع من التفاصيل..

ولكنه الآن كان بعيداً تماماً عن ذلك، كان وريثاً للعائلة، وحاكماً لأرض نوكلس، ومسؤول عن كل القطاعات الأمنية والتنظيمية في المدينة، كان يحل المشاكل بطريقته الخاصة، وقد توقف بالفعل عن الكثير من الأمور الجنونية التي كان يفعلها منذ قابل كريستوفر ودانييل وآنجلكس..

كان ذلك منذ أكثر من ثمانين عاماً، ربما مئة عام، حينما التقوا في تلك الظروف الغريبة، وبعدها أصبحوا مقربين، حينما بدؤوا بالالتفاف حول بعضهم دون أن يدركوا سبب هذا، وبدؤوا يجتمعون باستمرار في مزرعة الخيول لآل سكارز، ثم قرروا بشكلٍ جنوني أن يبنوا مدينة، تغير الكثير منذ ذلك الوقت حتى الآن، حينما ينظر لتلك الأيام، لم يكن يعرف نفسه حقاً..

ولكن ما غيره حقاً كانت السنة الأخيرة، كان بوسع سنةٍ واحدة في أرض نوكلس والعيش في هذا القصر أن تقلب حياته رأساً على عقب، كان الشهر الماضي كافياً ليشعر بأنه مشتت كما لم يكن طوال حياته، ليشعر بأن كل شيء بداخله انقلب رأساً على عقب، هل كان حقاً معجباً بفتاةٍ ما الآن؟ بعد أن هددها وأنقذها وآذاها؟ كان ذلك جنونياً..

أراد أن يجلس في هذه المكتبة لأنه يعلم أن إخوته لن يتجرؤوا على الدخول لهذا الجناح، لذلك لن يراهم على الإطلاق، ولن يرى أي شخصٍ من الذين يكرههم، وبطريقةٍ ما.. أراد الدخول لهذه المكتبة لأنه كان يقابلها هنا دوماً، وقد كان يجلس على ذلك الكرسي يحدق بالقمر الذي شارف على الاكتمال بأعينٍ ناعسة، ويفكر بأنه يريدها أن تأتي وحسب، لأي حجةٍ كانت، ربما لتأخذ كتاباً ما وتغادر، كان يريد ذلك..

 Nuckles land | أرض نوكلس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن