2 |مصاص دماء، بشري، ذئب|

1.8K 201 61
                                    

خرج من قصرهم بطريقةٍ ما، بدون أن ينهي والده حياته، بدون أن يقوم هو وشقيقه بقتل أحدهما الآخر..

حين عاد لعمارته في أطراف المدينة، وجد جيرانه يقفون بجانب باب البناء، يتحدثون ويتهامسون بينما يشيرون لمنزله، زاد من سرعة مشيه بقلق، كان متأكداً أنه أقفل الغرفة حيث توجد بقايا الدماء في منزله، لم يعرف سبب همساتهم نحو المنزل.

لمحه إحدى جيرانه، وأشار له ملقياً السلام عليه وقال "هناك ضجيجٌ في منزلك، ظننا أنكَ تتشاجر مع أحد ما لولا أننا نعرف أنكَ تسكن وحيداً."

"ربما يكون لصاً؟" همس شخص آخر وتنفس آرمور بثقل، يتمنى أن كريستوفر لم يتجرأ ويرسل آخرين لمنزله.

"لدي بعض الضيوف، لا تقلقوا أنفسكم.."

دخل البناء وقفز الدرجات نحو الأعلى، كان يسمع صوت تكسير الأغراض وصياح الفتاة الصغيرة، حين فتح باب المنزل وجد سيما، تحمل فناجين زجاجية، وترميها على لاي، ذئبته الضخمة التي كانت تتحرك مبتعدةً عنها بينما تكشر أنيابها نحوها.

"ما الذي يحصل هنا؟" صاح بصوتٍ عال، لم يتوقع أن الصغيرة ستصنع كل هذه الفوضى في المنزل عند غيابه.

"لاي لا تسمح لي بالدخول للغرفة." أشارت لغرفة الطعام ذات الباب المغلق، كانت لاي تقف بقوائمها الأربعة أمامها، ومن الواضح أن سيما فقدت أعصابها حين لم تسمح لها لاي بالدخول.

"هل هذا يفسر مهاجمتها؟ ماذا كنتِ ستفعلين لو انقضت عليكِ بأنيابها؟"

صاح بغضب، عينيه تقدح شرراً نحوها، وانكمشت الصغيرة على نفسها تفلت الفنجان من بين أصابعها وتتجمع الدموع في عينيها.

تنهد بثقل، لأنه لم يكن بالعادة ليغضب هكذا، ولكن محادثته السابقة وتوتره وأفكاره كلها تؤثر عليه في هذه اللحظة، لم يكن مستعداً حتماً لرؤية شجار بين ذئبة وطفلة.

حملها بين ذراعيه مبعداً إياها عن كل الزجاج المتناثر على الأرض، كان غاضباً، ولكنه لم يرد - بالوقت الحالي بالذات- أن يؤذيها، ثم نظر نحو لاي يأمرها أن تتبعهما.

دخل غرفة المعيشة وجلس على الكرسي، الفتاة ابنة العشر سنوات في حضنه، دموعٌ صامتة تتساقط من عينيها الزرقاء الفاتحة، وشعرها الأسود القصير متناثر ومبعثر.

رفعت نظرها إليه بتردد، بينما بقي يحدق بها بصمتٍ مطبق، ينتظرها لتنتهي، وحينما لم تفعل تكلم بثقل

"سيما.."

كان اسمها ثقيلاً على شفتيه، كانت تخاف منه رغم أنه أنقذها من الموت، عدة مرات بالفعل حتى الآن، تلتجئ إليه بشدة، ولكنها تخاف منه.

"أنتِ تعلمين أن لاي لا تؤذيك، حتى إن كنتِ لا تحبيها، ولكن لاي ذئبتي، ولا تؤذي من في صفي أبداً.

 Nuckles land | أرض نوكلس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن