كان حكام أرض نوكلس يملكون اجتماعاً دورياً لمناقشة أمور أرضهم، وهذه المرة كان الاجتماع دوريٌ حقاً، يحصل في رأس كل شهر، في الليلة التي يختفي بها القمر، لأن الأرض تكون هادئةً وفارغةً في هذه الأوقات، قليلون من يخرجون عند اختفاء القمر، إذ لا يحب مصاصي الدماء أن يتجولوا في الليالي التي يفقدون طاقتهم بها..
ولكن رغم ذلك، فقد كانوا يجتمعون كل يومٍ أيضاً، على الأقل بعد تناول الإفطار، يتوجهون جميعاً للصالة، يتحدثون لدقائق وهم واقفون، قبل أن يذهب كل شخصٍ لمكتبه أو لعمله.
في الليلة السابقة التي تلت محادثة آلفيس وسيما، توقع آلفيس أن يشاجره آرمور، أن يقول له أي شيء، من باب الدفاع عن الفتاة التي اعتبرها ابنته، ولكن آرمور لم يقل أي شيء، لم تأتِ سيما للإفطار ولم تعتذر، ولم يحصل أي شيء غير طبيعي، لم يقل آرمور أي شيء، ولكن آلفيس كان هادئاً كثيراً أكثر من العادة، بينما بقيت الشريطة الزرقاء محيطةٌ بيده حتى الآن، لأنه لم ينم على الإطلاق طوال الليل غارقاً في أفكاره..
"هل كانت الرائحة المنتشرة البارحة لدمائك؟" سألته ميردا على حين غرة، نظر لها باستغراب، لم يستوعب أنها تتحدث معه، لم يتجاوز حديثهم منذ سنة السلام كل صباح، لأنه لم يعتد على وجود تابعي عائلة بلود معهم.
اكتفى بتحريك رأسه إيجاباً دون أن يقول أي شيء، وسأله دانييل "ماذا حصل؟"
"لا شيء، حادثةٌ بسيطة.."
"ألم يتحسن جرحك؟ دعني أعالجه لك.." قالت آنجل وهي تنظر للفافة حول يده ليحرك رأسه نفياً ويرد "أنا بخير، فقط تركتُها هكذا من البارحة."
لم يقل آرمور أي شيء، ونقل دانييل نظره بينهما ثم التفت لآنجل التي حركت كتفيها بلا اكتراث، كان بوسعهما أن يحزرا من الأجواء المحيطة بالمكان أن شيئاً خاطئاً حصل، رغم أن لاي كانت جالسةً على الأرض بين آرمور وكرسي سيما الفارغ، وأنها زمجرت قليلاً عندما بدؤوا التحدث عن الأمر، ولكن آلفيس لم يكن هادئاً بسبب إصابته، وإنما بسبب ما حصل البارحة بعد ذلك، محادثته مع سيما تسيطر على عقله، ولم يكن معتاداً أن يشعر بهذه الطريقة بسبب طفلةٍ بشرية..
بقي يحدق بطبقه، يتناول الطعام بصمت ويتحرك مثل ربوت، يسمع أحاديثهم ولا يلتفت كثيراً، حتى سمع ميردا تسأل زوجها "أين سيما؟"
وحينها اكتفى برفع نظره يحدق بوجه لوسيوس منتظراً إجابة ولم يخفَ ذلك عن أنظار دانييل الذي كان يراقب كل شيء بحذر.
"لا أعلم، قالت أنها لا تريد تناول الطعام، بقيت مستلقيةً في غرفتها."
"هل هي بخير؟"
"تستمع بعطلتها المفاجئة على الأرجح."
أجاب لوسيوس بلا مبالاة، وأخفض آلفيس عينيه مجدداً حين انتهت المحادثة.
أنت تقرأ
Nuckles land | أرض نوكلس
Vampirعندما يقرر وريث عرش مصاصي الدماء أن يتمرد على قرارات عائلته، وأن يقحم في حياته أشخاصاً لا يتقبلهم بنو جنسه.. يعتني بذئب ضخم، يربي طفلة بشرية، ويهرب بعيداً لسنوات طويلة.. "العالم لا ينتظر أحداً، العالم يتجاهل الأشخاص المتأخرين، ويتركهم وراءه، ويمضي ق...