29 |مدينة الشياطين|

871 132 22
                                    

حين فتحت عينيها، كانت الشمس قد غربت بالفعل، الغرفة غارقةٌ بالظلام، وشعرت على الفور بالمعطف الموضوع فوق جسدها، أزاحته جانباً، ونظرت بتركيز نحو الساعة محاولةً معرفة الوقت حتى سمعت صوتاً من وراءها "إنها الثامنة مساءً."

نظرت سريعاً لجانب المكتب، لو لم يتحدث لما لاحظت هيئته بالظلام، بينما يجلس على كرسي المكتب ولكنه لم يكن مقابل النافذة بحيث لا يصله الضوء القادم من الخارج، يرفع قدميه فوق الطاولة واضعا واحدة فوق الأخرى.

"آلفيس؟"

سألت باستغراب، لم تكن معتادة على وجوده بعد، ولكنها لم تتوقع شخصا ما هنا غيره..

"لم أرد أن أوقظك، ولكن الجو بارد.."نظرت للمعطف مجدداً، لم تعلم إن كان عليها شكره، أم سؤاله كم من الوقت كان جالساً معها في نفس الغرفة وهي نائمة، بينما لم يوقظها ويجلس في الظلام، عينيه الخضراء تلمعان، مثل مصاص دماء على وشك التهام فريسته.."منذ متى وأنتَ هنا؟"

سألته أول ما تبادر بذهنها، ولكن بهدوء شديد، محاولةً ألا تبدي له شعورها بالرهبة من وجوده بأكمله.

"لا أعلم، ساعة، ساعتان، أشعر بالنعاس وأنا منهك.."

لم تستطع أن تتبين تعاببره، ولكن صوته بارد وناعس، مثل شخصٍ كان يخوض حرباً لم ينتهِ منها حتى الآن..

"لم لا تذهب لغرفتك؟"

"لن أستطيع النوم على أي حال، كما أن دانييل سيوبخني وحسب، لا أريد الخروج."

"لماذا؟"

"يدي مصابة، ورائحة الدماء تفوح بسهولة في القصر، حينما تكون لشخصٍ من عائلة ملكية فهي تشعر الآخرين بالانزعاج، دانييل يكون مضطراً للملة هذه الفوضى.."

نهضت من مكانها تضع المعطف على الأريكة وتوجهت لتقف مقابلا له، رغم أنه مازال يجلس بنفس الطريقة، والتي كانت لتعتبرها وقاحة في عديدٍ من الحالات، ولكنها تجاهلت الأمر وقالت "ما الذي حصل ليدك؟"

"هل أنتِ قلقةٌ علي؟"

"ما الذي حصل ليدك؟" كررت سؤالها بنبرةٍ هادئة ليبتسم قليلاً، حتى رغم كونه ينكر ذلك، ولكنه شعر بالدفء في قلبه، وابتسم بمودة، كان من الجيد أنها لا تراه وإنما تسمع نبرته الساخرة الباردة وحسب.

"ثمة ذئبةٌ هائجةٌ في القصر، وهي لا تحبني.. "

"لاي؟"

"سمعتُ أنكم كبرتم معاً."

"تبناني آرمور حين كنت في العاشرة، لقد كنت مع لاي منذ ذلك الوقت، لم تؤذني قط.."

"هل آذيتها؟"

"ربما بضع مرات حين كنت صغيرة، رميت عليها الصحون والأواني الزجاجية لأني كنتُ غاضبةً منها، ولكنها لم تؤذني قط.."

 Nuckles land | أرض نوكلس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن