كان هناك شخصٌ ما بالمكتبة الصغيرة، بينما كان غارقاً بأفكاره تماماً مقابل النافذة، فجأةً شعر بأنفاسٍ قريبةٍ من أجفانه المغلقة، وشعر الفتاة الذي انحنت عليه لامس وجهه، فتح عينيه باتساع وخلال أقلٍ من أجزاءٍ من الثانية أخرج مخالبه وأظافره الطويلة لامست عنقها..
تراجعت خطوةً للوراء بذعر ونظرت له، كانت ردة فعلٍ لم تعتاد عليها، وبدوره حدق بها بلا تعابير "ما الذي تفعلينه هنا سيما بلود؟"
"هل تهاجم أي شخصٍ هكذا آلفيس بين؟"
سألته وهي تتنفس بثقل، تشعر بقلبها يضرب صدرها بقوة، كان ذلك مفاجئاً، لم ترَ ذلك قادماً أبداً، لم تتوقع تصرفه أو شيئاً بحدته على الأقل.
"ما الذي تفعلينه هنا؟"
"دخلتُ حتى آخذ كتاباً، ولكنكَ بدوتَ بهذه الحالة منذ دقيقةٍ كاملة، ظننتُ أنه قد أغمي عليك أو شيء ما.."
نظر نحوها بحاجبٍ مرفوع ثم أعاد يده لطبيعتها ووضعها بجيبه، عينيه وقعت على الساعة وراءها وانتبه أنه كان شارداً لما يزيد عن الساعة يتذكر لقاءه الأول بكريستوفر، ولكنها كانت هنا منذ دقيقةٍ كاملة ولم يشعر بها، هل كان عقله مشغولاً أكثر من اللازم، أم أنها كانت تسير بخطواتٍ خافتةٍ مثل آنجل.
"الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، هل تريدين كتاباً الآن؟"
"لماذا؟ هل هي مكتبةٌ عامة وعلي أن أعود بأوقات الدوام؟"
سألته بتهكم لينظر لها منزعجاً من سخريتها ثم أرجع ظهره على الكرسي يحرك لليمين واليسار يحدق بالخارج وهو يقول "أشعلي الضوء، خذي كتابكِ واذهبي.."
"هل هذه جلسة تأمل؟"
"هل هذه مكتبةٌ عامة وعلي أن أحمل كتاباً حتى يسمح لي أن أجلس بها؟"
سألها بنفس النبرة لتحرك كتفيها بلا اكتراث، أشعلت الضوء ليعبس لثانية ثم تجاهلته تتكئ على الأريكة وتحدق بالرفوف، بينما ينظر للخارج، لم يشعر بالراحة لوجودها بالمكان فالتفت نحوها مجدداً ووجدها ثابتةً في مكانها.
يذكر تلك الفتاة قبل عشر سنوات حين قابلها أول مرة، كانت مجرد طفلةً صغيرة تختبئ وراء آرمور طوال الوقت، شعرها قصير، وتبدو حمقاء بالكامل، بينما تهرب لتختبئ في غرفتها بين أكوام القصص التي يجلبها آرمور لها حتى تلتهي بها حين ينشغل بعمله، لا تعرف عن مصاصي الدماء سوى أنهم كائناتٌ غريبة، لا بشرية، وأن بوسعهم فعل أشياء لا تستطيع هي فعلها..
لم ينظر لها بهذا القرب من قبل، كانت تنأى بنفسهم منذ أن عاشوا في منزلٍ واحد، لم يلحظ أنها الآن تبدو مختلفةٌ تماماً، بملامح حادة وشعرٍ طويل يلامس خصرها، وقامةٍ طويلةٍ نحيلة.
"ضع عينيكَ في مكانٍ آخر.." قالت بصوتٍ حاد دون أن تلتفت له ليضحك بخفة ويرد "لا تحدثيني كمتحرش.."
أنت تقرأ
Nuckles land | أرض نوكلس
Vampiroعندما يقرر وريث عرش مصاصي الدماء أن يتمرد على قرارات عائلته، وأن يقحم في حياته أشخاصاً لا يتقبلهم بنو جنسه.. يعتني بذئب ضخم، يربي طفلة بشرية، ويهرب بعيداً لسنوات طويلة.. "العالم لا ينتظر أحداً، العالم يتجاهل الأشخاص المتأخرين، ويتركهم وراءه، ويمضي ق...