45 |البطل الذي ذهب بعيداً|

909 131 19
                                    

بعد مرور يومين بدأت امتحانات سيما، وخلال الأسبوع التالي لم يقابلها آلفيس كثيراً، سوى في مراتٍ عابرة وهي تخرج من المنزل..

لم تذهب للمكتبة للجلوس والاسترخاء، لم تخرج للحديقة لتأمل السماء واستنشاق الهواء، ولم تشاركهم الوجبات، كانت تخرج في الصباح وحسب بعد أن تأخذ شطيرةً صغيرةً لتأكلها على الطريق، وقد شعر بالضيق الشديد من هذا الأسبوع كافياً ليسيطر على حياته..

بعد أسبوعٍ واحد سمع من آنجل أنه يوم نهاية امتحانات الطلاب، خرج من القصر في التاسعة تقريباً، وقاد سيارته نحو المدرسة الوحيدة في أرض نوكلس، كانت الطرقات مزدحمة بشكلٍ مزعج، زفاف ابنة الماركيز في الغد، الجميع كان مستنفراً، ارتدت المدينة حلةً جديدةً مع الكثير من الزينة والأضواء، كانوا هنا منذ سنةٍ وبضعة أشهر، ولم يكن هناك هذه الأجواء سوى مرةٍ واحدة بالذكرى السنوية، ولكن كان من المريح أيضاً رؤية السكان يستمتعون بوقتهم من فترةٍ لأخرى..

أوقف سيارته أمام باب المدرسة، لم يخرج منها حتى لا يلفت النظر ويسبب الجلبة، واصل مراقبة الطلاب الخارجين بأعينٍ حادة، بينما يغرس يده في خصلات شعره الأشقر ويشد عليه بخفة كمحاولةٍ لإمضاء الوقت..

في الفترة الأخيرة أدرك أنه يكره الانتظار، لقد عاش لبضعة مئات السنين ولم يعرف ذلك عن نفسه، وبدوره أدرك أنه لم ينتظر في حياته أي شيءٍ على الإطلاق، أي شخص أو أي هدفٍ أو غاية، الشيء الوحيد الذي كان يريده في حياته كانت أرض نوكلس، وقد رآها تُنشأ أمامه ببطء وكان يعرف أن بوسع هؤلاء الورثاء جعل أي شيء ينجح..

كان جزءاً من المشروع، ولكنه لم يكن بذلك الاكتراث الذي يجعله يشعر وكأن العالم مستنفرٌ على قدميه بانتظار شيءٍ ما..

لقد كان هو نفسه في هذا الأسبوع يجعل كل عالمه مستنفراً وهائجاً، بانتظار فتاةٍ صغيرة لتنهي امتحاناتها المدرسية.

لمحها من بين الجميع، لم تكن مميزةً كثيراً، كانت تملك شعراً أسوداً داكناً وبشرةً بيضاء، وكانت تلك مواصفات معظم مصاصي الدماء، ولكنها بدت بينهم جميعاً مختلفة، كانوا جميعاً يملكون تلك الهالة التي تجعل منهم أولئك الكائنات القوية القادرة على العيش لفترةٍ طويلة وفعل أمورٍ مرعبة، بينما كانت محاطةً بالسلام والهدوء، تسير بوسطهم وهي تحدق بنقطةٍ من الفراغ، دون أن تخفض نظرها للأرض، أو تنظر لهم بتعالٍ رغم أنها قادرةٌ على ذلك فهي ابنة أحد حكامهم..

كانت فقط هناك، وسطهم، مثل قطعةٍ من أحجية رميت وسط آلاف القطع الغير ملائمة معها، بدت لغزاً محيراً، لم يفهم سبب وضعه هناك، سوى أنه كان في هذا المكان، وكان عليه تقبل ذلك..

نزل من سيارته أخيراً، خلال ثوانٍ كانت الأنظار نحوه، ناهيك عن إحساسهم بوجوده بمجرد خروجه، كان بارزاً حقاً، لأنه كان الشخص الذي يملك الملامح الحادة المميزة، مصاص الدماء الأشقر النادر..

 Nuckles land | أرض نوكلس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن