صباح اليوم التالي، أراد أن يتحدث مع كريستوفر ولكنه لم يجده بجانب سيما حيث تركهم البارحة، لم يشعر بوجوده في جناحه، وحين نزل برفقة الصغيرة لقاعة الطعام كانت فارغة، جلس على كرسيه يراقب الخادمتين اللتين تضعا الطعام محاولتين ألا ينظرا للطفلة، عينيه الثاقبتين قرأت تعابيرهما، كانتا من مستوىً أقل بكثير، لذلك ربما يفقدون سيطرتهم أمام البشر.
كانت تلك مشكلة مصاصي الدماء التي جعلتهم يعزلون أنفسهم عن البشر لوقتٍ طويل، إن كان شخصاً جيداً فعلى الأغلب سيكره نفسه لفقدان سيطرته أمام البشر ومهاجمتهم، كان آرمور يعرف ذلك جيداً، أن ضعاف مصاصي الدماء الملقبين بالبدائيين وحتى ذوي الدرجة الثالثة لن يتوقفوا عندما يجدون بشرياً أمامهم بوسعهم أن يغرزوا أنيابهم في جسده ويمتصوا كل قطرةٍ من دمه.
كانت مهمة عائلة بلود هي إيقاف هؤلاء الأشخاص والسيطرة عليهم، كانوا يفعلون كل شيء لإبقاء الأمور تحت تحكمهم، بدءاً من مساعدة هؤلاء الأشخاص وتأمين المكان لهم وتدريبهم على التحكم بأنفسهم، ووصولاً لمعاقبة من يخالف ذلك، أو قتله..
العائلات الملكية الستة اتفقت على ذلك منذ وقتٍ طويل، حتى يستطيع مصاصو الدماء أن يعيشوا دون أن يدخلوا بحربٍ مع البشر فكان عليهم أن يتفهموا أن البشر جزءٌ من عالمهم، وليسوا فرائسهم، حينها سيكون بوسعهم أن يسيطروا على غريزتهم، والتحكم بأفعالهم، وبناء حضارتهم مع حضارة البشر دون أن يشعر البشر بهم.
كان لكل عائلةٍ أفكارها للسيطرة على الموضوع، ولكن العائلات الملكية الستة اجتمعت على قرارٍ واحد، وهي حماية البشر من مصاصي الدماء، حتى يستطيع مصاصو الدماء العيش بأقل قدرٍ من المشاكل، وبدون أن تتحول فكرة وجودهم من مجرد حكايةٍ خياليةٍ في الأفلام إلى واقعٍ يجبر البشر على التعايش معه، أو تدميره.
كانوا بالتأكيد يملكون القوة، ربما فكروا في عصرٍ من العصور أو قرنٍ قديمٍ مضى أن يحتلوا عالم البشر ويجعلونهم عبيداً لديهم حتى يحكموا هم العالم ويحصلوا على ما يريدون، ولكن كان الأمر مستحيل، لأن تلك الهمجية كانت ستسبب الموت والحروب والمشاكل، ولأنهم لم يكونوا الوحيدين في هذا العالم، كان هناك أصنافٌ أخرى ربما فكرت بهذه الفكرة وتوقفت لنفس السبب، على رأسهم المستذئبين.. أول وأهم أعداء مصاصي الدماء.
كانت لاي جالسةٌ على الكرسي بجانبه، بدا أنها انتبهت أيضاً لنظرة إحدى الخادمتين نحو الطفلة، كان ذلك لأقل من ثانية، ولكن الذئبة زمجرت مخرجةً أنيابها مما جعل آرمور يضحك ويربت على كتفها، لن يتجرأ أحد على إيذاء الطفلة وهو يجلس بجانبها.
"أين كريستوفر؟" سأل بهدوء، الخادمة التي انتهت من ترتيب الأطباق على الطاولة تراجعت عدة خطوات نفوراً من الذئبة وأجابت "لقد غادر منذ الصباح."
"إلى أين؟"
"لا أعلم، السيد الصغير لا يخبر أحداً إلى أين يذهب."
أنت تقرأ
Nuckles land | أرض نوكلس
Vampiroعندما يقرر وريث عرش مصاصي الدماء أن يتمرد على قرارات عائلته، وأن يقحم في حياته أشخاصاً لا يتقبلهم بنو جنسه.. يعتني بذئب ضخم، يربي طفلة بشرية، ويهرب بعيداً لسنوات طويلة.. "العالم لا ينتظر أحداً، العالم يتجاهل الأشخاص المتأخرين، ويتركهم وراءه، ويمضي ق...