ركض بسرعة لداخل الغابة الصغيرة، يمر بين الأشجار يستنشق رائحة الدماء محاولاً الوصول لمكانها، حواسه أصبحت أقوى، وأخرج جزءاً من قوته، كلما تعمق بالغابة أكثر كانت الرائحة تصبح أوضح، واشتم معها روائح مختلطةً أخرى، لشخصين آخرين على الأرجح، مما جعله يشك بالأمر أكثر ويضاعف من سرعته.
وصل إلى النقطة التي بدت فيها الرائحة أقوى ما يمكن، وبدأ يسمع الضجيج القادم من وراء أحد الأشجار، تنفس بثقل يستعيد أنفاسه التي ضاعت منه خلال الركض ويهدئ نفسه، ليس عليه أن يتصرف بغضبٍ الآن، ولكن من سيلومه إن وجد شخصاً ما يؤذي الفتاة..
بحذر.. تحرك ليرى ما يحصل، كان هناك شاب بدا بعمرٍ صغيرٍ تقريباً، يقف مقابل سيما، يحيط عنقها بيده ويلصق جسدها بالشجرة الضخمة، يده مجروحةٌ بوضوح، وهناك شابٌ آخر ملقىً على الأرض، بجرحٍ غائرٍ في معدته، دماؤه تنزف بغزارة، كلاهما بأعينٍ حمراء اللون، وسكينةٌ مرميةٌ على الأرض بعيداً عنها..
عيناه اتسعتا لما يراه، كان يعتقد أن هناك شيءٌ سيء، ولكن هذا أكثر من مجرد سيء، مصاصي دماء جريحين سيكونان مثل وحوش هائجة أمام فتاةٍ بشرية، على الأرجح لن يفكر أحدهم بقوانين المدينة وإن كان هذا ممنوعاً أم لا..
لاحظ أن أنياب الشاب تبرز بشدة، أمسك بيديها بيده وثبتها بيده الأخرى يمنعها من الحركة، واقترب منها يسعى لغرس أنيابه في الشريان النابض بعنقها، وقبل أن يتسنى لآلفيس أن يتحرك رأى الفتاة تحرك قدمها لتضربه في معدته بقوة، شهق بألم وتراجع خطوةً واحدة لتتحرك بسرعة تضربه بمرفقها على وجهه تفقده توازنه..
حاول تمالك نفسه ومسح الدماء التي خرجت من فمه وهو ينظر لها بغضب وعينيه تزداد احمراراً، كان على الأرجح من الدرجة الثانية، ولكنه رغم ذلك كان يتألم من هذه الضربة، أراد أن يهاجمها مجدداً ولكنها تحركت لجانبه الأيمن التفت من ورائه تضربه بقدمها على ركبته ليقع أرضاً ثم تحركت بشكلٍ أسرع لتصل للسكينة الموجودة على الأرض تتشبث بها بكلتا يديها..
"اللعنة على حركاتكِ السريعة يا فتاة.." صرخ الشاب بانزعاج وهو ينهض ينظر لها بينما توجه السكينة نحوه وهي تتنفس بسرعة، صدرها يعلو ويهبط مثل شخصٍ خرج من مارثون ألف متر..
كانت بينهما مجدداً، رغم أن الشاب الآخر كان جريحاً بشدة، ولكن كل الدماء التي نزفها كانت تحفزه لينهض مجدداً حتى ينقض عليها، وقرر آلفيس أنه قد شاهد بما يكفي، وأن عليه أن يوقف هذا قبل أن يحصل شيءٌ أسرع من قدرته على مداراة الأمور..
"لا تقتربا.." قالت سيما بحدة ليضحك الشاب الآخر ويرد "وإلا ماذا؟ لو جرحتنا ألف جرح فسننهض مجدداً ونشفي أنفسنا بدمائك.."
كانت جريحةً بالفعل، الدماء تنزف من كتفها حتى أطراف أصابعها وتتساقط على الأرض، قميصها الأزرق بدا بكمٍ واحدٍ ممزق، وكلاهما تطلعا لها باستهزاء لأنها تبدو مرهقة..
أنت تقرأ
Nuckles land | أرض نوكلس
Vampiroعندما يقرر وريث عرش مصاصي الدماء أن يتمرد على قرارات عائلته، وأن يقحم في حياته أشخاصاً لا يتقبلهم بنو جنسه.. يعتني بذئب ضخم، يربي طفلة بشرية، ويهرب بعيداً لسنوات طويلة.. "العالم لا ينتظر أحداً، العالم يتجاهل الأشخاص المتأخرين، ويتركهم وراءه، ويمضي ق...