41 |حصان ذو لونين|

989 119 9
                                    

صباح اليوم التالي كانت تنتظره بجانب المكتبة، تستند على الجدار تتمنى ألا يمر لوسيوس أو ميردا أو والدي آرمور، رغم أنهما كانا بعيدين تماماً ولم تقابلهما إلا نادراً، على الأقل تمنت ألا يمر آرمور، لأنها ستكون محرجةً جداً لتخبره "أنا ذاهبةٌ مع الشخص الذي تكرهه كثيراً ليشتري لي فستاناً لأحضر حفل زفاف ابنة رجلٍ لا أعرف حتى من هو."

لم يكن عليها أن تكون هنا، لم تكن تحتاج آرمور ليخبرها، كان بوسعها أن تعرف بسهولة أن التقرب من مصاص دماء وجعله صديقاً كان خطراً، ولكنها كانت في أرض نوكلس، لم يكن بوسعها أن تعيش كل حياتها بين ميردا وآرمور ولوسيوس أحياناً، كانت تحتاج أن تتحدث مع أشخاصٍ آخرين، لذلك إن كانت تريد التحدث مع آخرين، ألن يكون مصاصي الدماء الملكيين أفضل خيارٍ بالنسبة لها.

لا تعرف ما الصحيح وما الخاطئ، أو كيف وصلت لهذه المرحة، الأمور كانت سيئة تماماً بالنسبة لها، وفجأةً وجدت نفسها هنا، لا تعلم حتى متى كانت المرة الأولى التي رأت بها آلفيس بين، أو كرهته، ومتى المرة الأولى التي تحدثت بها معه حقاً.. كل شيء كان غريباً تماماً..

كان بوسعها أن تغرق بتلك الأفكار للساعات العشر التالية، ولكنها لن تصل لأي مكان سوى بأن تسيطر عليها هذه الأفكار أكثر وأكثر، ومن حسن حظها، وصل آلفيس ..

رفعت نظرها نحوه، بينما يسير باتجاهها ويضع يديه في جيبيه، استطاعت للمرة الأولى أن تركز عليه، كانت عينيه خضراء ضيقة وحادة، ملامحه يكتسيها البرود، شعره الأشقر الطويل الناعم يلامس صدره، كان هناك دوماً بعض الضفائر العشوائية متناثرة بين خصلاته، استغربت دوماً أنه يملك شعراً طويلاً، ولكنه كان مميزاً به، عند النظر له من بعيد لم يكن يبدو شاباً عادياً، ربما كل حكام أرض نوكلس كذلك ولكنه كان مميزاً عنهم أيضاً، ارتدى ملابس بيضاء، ومعطفٌ رمادي طويل، شعرت وكأنها تتضاءل لمجرد النظر نحوه.

"صباح الخير.."

لوهلة.. بدت تلك أصعب كلمة صباح الخير سمعتها في حياتها، لم تلتقيه من قبل في الصباح، لم يكن بينهما موعدٌ مسبق وكل المرات التي تقابلوا بها كانت بسبب وجودهم في مكتبة كريستوفر أو حين قابلها في الحديقة في الليلة السابقة..

ابتلعت ريقها حين شعرت أنها متوترةٌ أكثر من اللازم وأجابت "صباح الخير."

"لنذهب."

وضعت يديها بجيبي معطفها وسارت معه، كانت قد ارتدت ملابس سميكة لأن الجو سيكون بادراً، ولا تريد أن تقع بأي موقفٍ محرج أمامه أو معه.

كانت المرة الأولى التي تمشي بها معه، من باب جناح قصر عائلة بلود حتى باب القصر، تمنت ألا تلتقي أحداً على الإطلاق هذه المرة، كان تفسير الأمر محرجاً، لم تكن تريد حتى أن يسألها أي شخص عن أي شيء.

 Nuckles land | أرض نوكلس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن