27 |انهيار|

1K 137 53
                                    

حينما فتح عينيه قابله السقف الغير مألوف، شعر بعينيه تحرقانه بشدة، كان الضوء قوياً، ولكن لم يكن ذلك السبب، وليس لأنه كان في معركة مخرجاً لونهما الأحمر قبل فترة من الوقت، ولكن لأنه كان يبكي..

الصداع ضرب رأسه، لم يكن يمرض كثيراً، وبطبيعة الأحوال شخصٌ مثل كريستوفر بلود لم يكن يصاب بالصداع أيضاً، رفع يده بتردد يضغط على رأسه، واستند على ذراعه الأخرى يعتدل بجلوسه ينظر حوله..

كان في غرفةٍ ملكيةٍ كبيرة، أثاثها باللون الأبيض، ويتوسطها سريرٌ ضخم، لاحظ أنه استيقظ بسبب أشعة الشمس القوية التي دخلت من الشرفة المقابلة له، عقد حاجبيه بانزعاج وهمس "من الأحمق الذي يضع السرير مقابل الشرفة؟"

أزعجه الهواء القوي لحظة استيقاظه، وسمع ضحكةً خافتةً ليلتفت لجانبه، على أحد الأرائك وجد الشاب الأشقر الذي رآه البارحة، رغم أنه هاجمه بعشوائية ولم يكن بوعيه تماماً، ولكنه يتذكره تماماً..

كان جالساً بكنزة رقيقة زرقاء وسروال أسود، يحمل بيده مجموعة من الأوراق وينظر نحوه قائلاً "أنتَ متطلبٌ للغاية بالنسبة لشخصٍ لا يجلس في منزله.."

لم يجبه، بقي ينظر له باستغراب، يتذكر أحداث البارحة، كيف تواجها فجأة، والألم الذي راوده، يتذكر جيداً شعوره بأشخاص آخرين وأن أحدهم هاجمه من الخلف، شخصٌ قويٌ بما يكفي ليجعله يفقد الوعي بضربةٍ واحدة، ولكنه بشكلٍ ما كان مهتماً بهذا الشخص أكثر..

"كريستوفر بلود، أنتَ مشهورٌ قليلا.." قال آلفيس بابتسامة ساخرة وهو يرفع الأوراق التي بيده ويضيف "كلف الأمر أقل من ثلاث ساعات لأعرف الكثير من الأشياء عنك، أنتم عائلةٌ تعاقب مصاصي الدماء الذين يهاجمون البشر، الوثائق ذات الحواف الحمراء أو شيء من هذا القبيل.. "

عيناه أظلمتا تقريباً وأجاب بجمود "تعرف أكثر من اللازم.."

"حسناً، كلفني ذلك أيضا ثلاثةً من رجالي، هذه المرة الأولى في حياتي التي أرسلهم بها ليستطلعوا حول شخصٍ ما فيقتل عددٌ منهم، أنت خطر.."

"أنا ابن عائلة بلود، لا تعبث معي.."

"حسناً.. عرفتُ ذلك بالفعل، اسمي آلفيس بين.."

لم يجبه كريستوفر، كان مستغرباً من وجود ابن عائلة بين هنا، ومن مواجههتم معاً، أراد أن يسحب الأوراق من يده ويعرف ما الهراء الموضوع بها، ابتسم آلفيس قليلاً وأضاف "وأنا ابن عائلة بين، ولذلك ليس لدي مشكلةٌ عظيمةٌ بالعبث معك..

على أي حال، وفق ما فهمت، عائلة بلود تمتلك تحفظاً حول موضوع أذية البشر ويحاولون حمايتهم، لم قتلت الفتاتين؟ هل اشتهيت دماءهم؟"

ظهرت على وجهه علامات القرف، ثم التفت على الفور لجانب الباب حين سمع صوت خطوات، ابتسم آلفيس لذلك لأن آنجلكس كانت تسير بخطواتٍ خافتة لا يشعر بها الآخرون كثيراً، شعر بالثقة لمجرد أنه استطاع أن يواجه هذا الشخص البارحة.

 Nuckles land | أرض نوكلس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن