في المساء كان جالساً بصالة المنزل الكبيرة بجانب المدفئة، وحيداً كالعادة، كانت لاي بجانب النافذة تحدق بالقمر كما تحب أن تفعل دوماً، وبدا أنها تخاصمه حتى الآن ولا ترغب بالحديث معه، جسده الممدد تقريباً بينما يسند قدميه على الطاولة الرخامية في منتصف الغرفة كان مسترخياً، بينما كانت سيما على أريكةٍ قريبةٍ منه، تضع قصةً في حضنها وتقرأها بانتباه شديد، حتى شعر أنها نسيت وجوده.
أمال رأسه ناحيتها يحدق بها، كانت جميلةً وبريئةً للحد البعيد، عينيها الزرقاء الواسعة كانتا تلمعان وتتسعان مع أحداث الصفحة الأخيرة، وشعرها الأسود بدا لامعاً من الجانب بسبب انعكاس ضوء النيران عليه، كانت الطفلة الوحيدة التي تعلق بها في هذا العالم، ورغم أنه جلبها إلى منزله ورباها وقاتل عائلته بسببها، بل هو يفعل شيئاً جنونياً مثل عودته إلى القصر الآن، ولكنه مازال يجهل الطريقة الصحيحة ليوضح لها كم كانت تعني له، كم كان يقدرها.
أغلقت الكتاب بأعينها اللامعة، أسندت يديها على غلافه من الخارج تحدق بالصورة هناك بابتسامةٍ صغيرة جعلت عينيه تتسعان بعض الشيء، لم تكن طفلةً مبتسمةً على الإطلاق، لذلك كانت رؤية ابتسامتها مطمئنة إلى حدٍ ما.
"سيما."
التفتت نحوه بأعينها اللامعة، وابتسامتها خفتت قليلاً بعد أن أخرجها من عالمها الخيالي، ربت على الأريكة بجانبه لتأتي وتجلس بجانبه، ضحك لتصرفها لأنها بدت تشبه لاي قليلاً، أمالت رأسها نحوه قليلاً ليسأل "هل تسمتعين بقراءة القصص القصيرة؟"
حركت رأسها إيجاباً بسرعة، وعادت ابتسامتها الجميلة، كان بوسعه في تلك اللحظة من القلق والاضطراب والفوضى في الحياة أن يدفع كل حياته لأجل نظرةٍ مليئةٍ بالحب مثل هذه.
"سأشتري لكِ المزيد منها في الغد."
"أجل من فضلك، هل يمكنني الذهاب معك؟"
ضحك باتساع لأنها طلبت ذلك، كانت نادرة الحديث وكان قادراً حقاً على عد الكلمات التي يقولها على أصابعه، ولذلك حين تطلب شيئاً ما، فهو يعني له الكثير حقاً.
"أعلم أنه من المبكر السؤال عن هذا، ولكن.. هل أحببتِ المكان هنا؟"
"أجل، كثيراً"
عينيها اللتان تنبضان بالسلام والراحة جعلته يسترخي في جلوسه أكثر، بينما يضع يده على كتفها يقربها منه لتنام على صدره وهو يسأل "أكثر من منزلنا السابق؟"
"إنه مثل منزلنا السابق ولكن هناك حديقةٌ كبيرة هنا، وكريستوفر.."
"كريستوفر؟"
"يلعب الورق بشكلٍ جيد.."
ضحك لتعابيرها مجدداً، كان المكان مختلفاً عن منزلهم السابق بأشياء أكثر بكثير من مجرد الحجم، وكأن هناك أشخاص آخرون أكثر بكثير من كريستوفر، على الأقل عشرين شخصاً كمقيمين دائمين بالقصر، ولكن يبدو أن جميعهم استجابوا لتحذيره بالبقاء بعيدين عنه.
أنت تقرأ
Nuckles land | أرض نوكلس
Vampirosعندما يقرر وريث عرش مصاصي الدماء أن يتمرد على قرارات عائلته، وأن يقحم في حياته أشخاصاً لا يتقبلهم بنو جنسه.. يعتني بذئب ضخم، يربي طفلة بشرية، ويهرب بعيداً لسنوات طويلة.. "العالم لا ينتظر أحداً، العالم يتجاهل الأشخاص المتأخرين، ويتركهم وراءه، ويمضي ق...
