عاد آلفيس لغرفته ممتلئاً بالأفكار والمشاعر، كان يشعر بأنه ثقيل، ولم يراوده إحساسٌ كهذا بهذه الطريقة من قبل.
ما يفعله كان تمهيداً فقط، ولكنه لا يعرف لماذا، ربما لأنه يشعر بأنه يوماً ما سوف يفعل ذلك، سوف يذهب للفتاة ويخبرها أنه يحبها..
تجاهل الأشخاص الذين قابلهم بطريقه، رأى شقيقه الأكبر ولكنه لم يبدِ رد فعلٍ اتجاهه، فقط سار بشكلٍ مباشر نحو غرفته، أغلق الباب، رمى جسده على سريره، وشعره الأشقر متناثرٌ حوله، يغطي وجهه بيديه، يحاول أن يبتلع كل تلك الأفكار، لم يستوعب أي شيء، في الفترة الأخيرة، بات يتصرف بطريقةٍ غريبة.
فكر أنه ربما لم يكن يحب الفتاة، كان يحب نفسه حين يكون معها، والأمران مختلفان تماماً، ولكنهما بشكلٍ ما.. متقاطعان أيضاً..
لم يفكر من قبل بالحب، أو الزواج، لم يكن يهتم بالفتيات كثيراً، ولم يكترث لهم من قبل، لذلك لم يكن لديه أي مواصفاتٍ محددة للفتاة التي سيكون معها، لم يفكر بذلك على الإطلاق..
كان شخصاً فاسداً، فعل كل المحرمات، استغل سلطته في معاقبة المخطئين حتى يجعل نفسه يستلذ بشعور الآخرين بالألم، وبرؤيتهم يتعذبون، لم يكترث لأي شيء سوى إيذاء الناس..
ولكن الآن.. بينما يحيط به الظلام الناتج عن تغطيته لعينيه، شعر بأنه يريد أن يكون مع فتاةٍ ما، أن يكون هناك شخصٌ بجانبه ليخفف عنه هذه الأفكار، تعانقه بعاطفة، بحنان، وشعر بأنه يريد أن تكون هذه الفتاة دوناً عن غيرها..
لم تراوده هذه المشاعر من قبل، وكان ذلك مخيفاً، ولكن بشكلٍ ما.. مذهل..
ارتسمت ابتسامةٌ صغيرةٌ على شفتيه وهمس "أن تكون قريبةً وآمنة، يمكنني أن أحقق ذلك ببساطة.."
كان يفكر بأن بوسعه أن يجعلها ملكه، اتسعت ابتسامته قليلاً، كان يفكر بالأمر بجديةٍ حقاً، ودون أن يفكر أن يؤذيها أو يضايقها، بل بأن يبقى معها لأطول وقتٍ ممكن، وأن يحبها بشدة، حتى تستمر هذه المشاعر الجميلة بالتسلل لقلبه، وأن يترك الأمر للأيام لتحبه بالمقابل، كان لديه نوعٌ من الثقة بأن ذلك سيحصل، هو الذي لم يخض أي علاقة حبٍ من قبل..
ولكنه كان يشعر بالسعادة والفخر بأن الفتاة أتت إليه البارحة رغم أنه كان سيئاً معها، وأنها سامحته رغم أنه آذاها، كان سعيداً أنه عانقها لدرجة أنه أراد أن يفعل ذلك مراراً، كان سعيداً أنها دافعت عنه اليوم، هذه المواقف جعلت قلبه ينبض بقوة، ذكرته أنه يملك قلباً..
سمع صوت رنين هاتفه في الغرفة، أزاح يده عن عينيه ليرى بعض الخيالات تتراءى أمامه بسبب الضوء القوي، مد يده محاولاً إمساكها ولكنها اختفت سريعاً، واستمر الهاتف برنينه المزعج.
لم يكن يعرف أين وضعه، كان يملك هاتفاً ولكنه لا يستعمله، كان يرميه دوماً بغرفته لأنه لا يتواصل سوى مع شخصٍ واحد، وهذا الشخص هو من سيتصل به دوماً.
أنت تقرأ
Nuckles land | أرض نوكلس
Vampirعندما يقرر وريث عرش مصاصي الدماء أن يتمرد على قرارات عائلته، وأن يقحم في حياته أشخاصاً لا يتقبلهم بنو جنسه.. يعتني بذئب ضخم، يربي طفلة بشرية، ويهرب بعيداً لسنوات طويلة.. "العالم لا ينتظر أحداً، العالم يتجاهل الأشخاص المتأخرين، ويتركهم وراءه، ويمضي ق...