38 |حياة بلا حدود|

838 119 7
                                    

كان يظن أنه مجرد عشاء للشركة، يتناولون الطعام والحلويات ثم يعودون للمنزل، ولكنهم بقوا لفترةٍ طويلة، وبدا أنها ستصبح سهرةً طويلةً حقاً..

مع طول جلوسهم، بدأت الأحاديث تصبح عشوائية، كل خمس أو ست أشخاص كانوا يتحدثون عن أمرٍ ما، وكان ذلك أسهل بالنسبة له، لأنه لن يضطر للخوض في محادثةٍ موترة مثلما حصل مسبقاً، أو على الأقل، سيكون عالقاً بمحادثاته العابثة مع سارة مجدداً.

"سأخرج لبعض الوقت." قال لها وهو يقف ويلتقط سترته ذات اللون الأحمر الداكن، وضعها على ساعده ومشى للخارج، سأل بعضهم عن مغادرته وأخبرتهم سارة أنه سيعود.

لم ترد أن يتحدث المزيد من الأشخاص عنها، كانت تعلم أنهم يفعلون ورغم ذلك لم تتوقف عن فعل ما تفعله، ولكنها بنهاية الأمر التقطت سترتها أيضاً ولبستها فوق فستانها الرقيق وهي تقول "سأخرج لأستنشق بعض الهواء أيضاً.."

وبينما تمشي للخارج سمعت بعضهم يقول بألا يسألوا عن شيء لأن الثنائي يريد وقتاً لنفسه.

عضت شفتيها بغيظ بسبب ذلك، هل كان هذا العالم فاسداً للحد الذي يجعل أي شخصين مقربين من بعض ثنائي؟ حسناً.. ذلك لم يكن فساداً للعالم، كانت ردة فعل طبيعية من تصرفاتهما معاً، وكان ذلك بسبب كريستوفر، كانت تتحدث للجميع بلا مشكلة، ولكن منذ جاء الشاب المنعزل انتشرت الشائعات في الشركة حولها، بسبب أن الأحمق لا يتحدث مع أحد، ولكنه كان متوافقاً معها.

وجدته خارج المطعم، وسط الطريق الفارغ، يستند على سياج المطعم الحجري المغطى بالأزهار، وينحني ثانياً ركبتيه تماماً على الأرض بدون أن يجلس عليها، متكئاً بظهره على ما وراءه..

كانت سترته الطويلة تتدلى على الأرض أيضاً، وقد بدا ذلك غريباً من شخصٍ يهتم بتفاصيل حياته، مثل لباسه ومنزله وغيرها، ولكن الأغرب، كانت السيجارة المشتعلة التي يحملها بيده، لقد عرفته لسنةٍ كاملة، ولم تره يدخن قط..

ابتلعت ريقها بتوترٍ من منظره، يبدو اليوم غريباً حقاً، تحيطه هالةٌ مظلمة، وشعرت أن الاقتراب منه فقط مخيف بما يكفي، فكيف بالتحدث معه..

ولكن الهالة المظلمة كانت متشحة بالسواد، والغم، والوحدة، ولم ترد تركه وحيدا في هذه الحالة، فقد اعتادت عليه كشخص هادئ لم يزعجها قط..

مشت حتى أصبحت بجانبه، وانحنى على الأرض تثني معطفها خلف ركبتيها وتجلس بجانبه، رغم أن ذلك كان مزعجاً لأنها ترتدي كعباً عالياً قليلاً..

"لم أعرف أنكَ تدخن.." قالت أول ما تبادر بذهنها، وأكثر ما تظنه مناسباً لفتح حديث معه.

"لا أفعل.."

"وهذه؟؟"

"فقط حينما أكون بمزاج سيء.."

لم يكن عليه الإشارة لهذا، كان في مزاجٍ سيء من الصباح، ولم يكن ذلك بالتأكيد بسبب كسر كوب في مطبخه..

 Nuckles land | أرض نوكلس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن