|٢٥|- يا صديقي، العبادات..عادات.

10.2K 860 228
                                    

" أحسن دلوقتي؟ ".

سؤال بسيط سألته بلقيس وهى تضع كوب شاي بحليب ساخن بيد تودد التي أوُمئت بأعين شاردة تتطلع للأضواء من حولهم وهى تشعر بيد بلقيس بخفه تمسح أعلى ظهرها حتى تغمرها ببعض الدفء؛ ف أبتسمت الأخيرة ب امتنان صادق.

بينما كان كلًا من حمزه ويونس يقفوا على مسافة لابأس بها حتى يتركوا لهم قليل من المساحة الخاصة وحريتهم بالحديث، التفت يونس الى حمزه رافعًا إحدى حاجبيه بتعليق ساخر " انا توقعت تنط تحضني ولا حاجه، مش تقلبها مناحة ".

" وانت زعلان انك متحضنتش؟ ". أجابه حمزه بقليل من الحده التى كان ظاهره بكل بوضوح عن طريق نظرته.

اتسعت إبتسامه يونس بمشاكسة وهو يغمز بإحدى عيناه سريعًا " دا انت كمان بتغير! ". 

رمقه حمزه بطرف عيناه وهو يحاول كبح ابتسامته ليصمت كلًا منهم غارقًا بأفكاره الخاصة، وبالعودة الي تودد وبلقيس نجد الأخيره وهي تهتف:

" يابنتي بطلي عياط بقى! ".

جففت تودد عبراتها بهدوء بينما تتطلع لصديقتها بعدم تصديق " بالسهولة دي يا قيس؟ بالسهولة دي خلصت منه؟ بعد ما خسرت انس؟ وبعد ما خسرت أهلي؟ بعد ما خسرت نفسي! ".

" مش يمكن لو كنتِ خلصتي من يونس على طول كنتِ استتفهتي الذنب وحسيتي انه عادي وسهل تخلصي منه وتكرريه؟ ".

شردت تودد ببصرها على الكوب وهى توُمئ بخفه؛ فهى تُدرك صدق صديقتها حيث أنها منذ الطفولة أعتادت ان تقوم بتكرار الاخطاء ان لم يكتشفها من قبل أحدهم...

لم تكن تنفك عن تكرار الأخطاء مرارًا وتكرارًا حتى يكتشفها أحدهم ويعنفها أو يقوم بتأنيبها ومن ثم تكف عنها.

" يمكن ربنا عمل كدا عشان متغلطيش الغلطه دي تاني! وعشان تفهمي انه زي ما دا ذنب كبير ف مش سهل الواحد يخلص من، وكل تأخيره فيها خيره والله...انتِ بس ثقي فالله ».

|   قالوا عليكِ   |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن