|٩| والكبائر ليست بكبائر دون سبب..

9.1K 896 113
                                    

جلست تودد لتتناول الغداء علي الطاوله بالمطبخ وهي تشعر بالحماس داخل خلاياها من جديد بعدما غادرها منذ ما حدث من اسبوع سابق، فقد جددت رسالته الأمل لديها بشئ ما..شئ لا تدركه بعد.

دقائق قليله حتي نهضت تضب الصحون المتسخه ومن ثم توجهت الي غرفتها بينما تُشدد إحكام الوشاح الصوفي اعلي اكتافها ببروده، لمحت تلك الصوره المتموضعه أعلي مكتبها لتُمسك بها بأعين لامعه..

وعند الذهاب لتلك الصوره سنجد فتاه تبلغ السادسه عشر، ممتلئه وذات شعر أشعث أسود اللون الي جانب تقويم اسنان..فاقده الثقه بذاتها وبهيئتها وتلك لم تكن سوي تودد.

تنقلت ببصرها بين المرآه والصوره لتلاحظ ذلك التغيير المدهش..فمن يري تلك الصوره لن يصدق ان تلك الفتاه 'القبيحه' هي ذاتها تلك الفاتنه امام المرآه!

تذكرت كم التنمر الذي واجهته بمرحله الاعداديه خاصه ومن ثم الثانويه لتشعر بالأختناق..وتلقي بتلك الصوره بعيداً، تلك الذكريات لا تهم بل ما يهم هو الحاضر..وحالياً فهي في أفضل حال...ربما حتي افضل من جميلات الثانويه الشهيرات اللواتي كانوا برفقتها!

جذب انتباهها اهتزاز هاتفها معلناً وصول رساله جديده لتحاول تجفيف يدها سريعاً وتلتقطه لتقرأ ما بعثه لها:

< عامله ايه؟ >.

حسناً إذاً..، هو تجاهل سؤالها بالفعل؟!

اجابت بسلاسه < الحمدلله تعبانه >.

دقائق حتي شعرت بالغيظ عندما لم تستفد شيئاً لتعود الي المحادثه وتكتب من جديد < جبت ال account بتاعي منين؟ >.

< كان بقالك فتره بتظهريلي ف ال people you may know>.

ضحكت بخفه لتلاحظ انها لم تسأل عن حاله < اول مره ابقي مُمتنه لتطفل التكنولوجيا علينا، المهم..ما تجيب رقمك؟>.

كان الآخر يجلس في عيادته وهو يحتسي كوب الشاي خاصته بابتسامه نادره الظهور علي وجهه، فقد يبدو الأمر مريباً لكن تلك هي مرته الاولي لمحادثه فتاه ما..عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

قرأ رسالتها الاخيره ليترك الكوب بعبث غير معتاد عليه ليهمس بخفه:
' شكلي كدا بتجرجر.. '.

تطلعت للهاتف وهي تري انه لم يجيب بعد لتقوم بإرسال رقمها اليها وبجانبه ملحوظه انها ستنتظر اتصال منه لتخبره ب امر ما..

|   قالوا عليكِ   |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن