الساعه الواحده بعد منتصف الليل..وفي إحدى أرقي المباني بمدينة نصر، كانت تقف أمام المصعد منتظره وصوله مُمسكه بيدها اليُمنى حقيبتها وباليد اليُسرى تحمل حذاءها ذو الكعب المرتفع بينما تُدندن إحدى الاغاني الاجنبية بصوت نعس وهي تُحرك رأسها تُماشي اللحن بأبتسامه بسيطه.
لحظات حتي قطبت حاجبيها عندما وقف أحدهم الي جوارها لتلتفت برأسها ناظره إليه، هي لم تري ذلك الوجه من قبل..او ربما فعلت لكنها لا تتبين ملامحه بوضوح وقد يرجع ذلك الي تعاطيها للمخدرات منذ بضع ساعات..
بنطال قطن رمادي الي جانب ستره سوداء شتويه وخصلات مُبعثره تُعطيه مظهر جذاب..لحيه خفيفه زينت ذقنه و...من هذا الوسيم؟
قاطع تفحصها له وصول المصعد لتدلف اليه كما فعل الآخر، امتدت يدها تُسجل الطابق الثاني عشر وأنتظرت حتى يسجل الطابق خاصته ايضاً لكنه لم يفعل..مُريب.
نظرت بطرف عيناها الي يده لتجد حقيبه تحتوي بعض اغراض المطبخ..ليس سارق او خاطف اذاً، هذا جيد.
التفتت تنظُر بالمرآه الخاصه بالمصعد تتطلع الي وجها برضى؛ فمساحيق التجميل خاصتها لم تختفي بعد.
" ساكن جديد؟ " نبست ليلتفت إليها متفحصاً وجهها بصمت قبل ان يوُمئ بصمت جعلها تُقرر الا تحادثه مجدداً.
لحظات حتى توقف المصعد بالطابق خاصتها لتترجل منه مُتجهه الي شقتها كما اتجه الاخر الي الشقه المجاوره لها.
دلف كلاً منهم لمنزله لكن تقابلت اعينهم لثوانٍ قليله سمحت لها بملاحظه رموشه السوداء الكثيفه، كما استطاع ان يلاحظ ملابسها الغير مُحتمشه بالمره ليشيح ببصره عنها قبل ان يغلق بابه.
" مين القمر دا؟ ".
بالجانب الآخر دلف هو الي منزله ليتنهد بأرهاق شديد وقد ازداد فور ان رأي الصناديق امامه فمازال امامه رحله شاقه حتى يجعل من تلك الشقه المتوسطه منزل له..
دقائق قليله حتى عاد من المطبخ حاملاً كوب قهوه ليرتشف منه بتلذذ وهو يُفكر بالعمل الجديد الذي نُقل إليه فأصبح لديه العديد من المهام منذ اليوم الأول!
التقط هاتفه ليُراسل صديقه المقرب وقد طلب منه ان يحضر لمساعدته، ووافق الأخير بصدر رحب وما هي إلا ساعه وقد كان يقف أمام منزله ليطرق الباب..
" زوز! عشان تعرف بس انه انا جدع وجيت لك اول ما احتجت اهو " هتف بحماس بينما يدلف الي الشقه سريعاً ليبتسم حمزه وهو يُحرك رأسه بيأس علي صديقه هاتفاً بسخريه:
أنت تقرأ
| قالوا عليكِ |
Pertualangan" ماما..ماما هي دي عروسة؟ " نبست فتاة صغيرة وهي تسحب ملابس والدتها حتى يتطلعوا إلى تلك الواقفه بجانبهم. نظرت السيدة إلى ما تشير إليه ابنتها حتى حركت رأسها بتعجب ثم عادت تنتظر المصعد الآخر " والله مش عارفه يابنتي..بس هو المفروض ايوه! ". " طب فين عري...