|٣٠|- إذًا...هذه هي النهاية؟

12.1K 710 379
                                    

ألقت تودد نظرة أخيرة على هيئتها بالمرآة..كانت ترتدي ثوب يضيق على جسدها من الأعلى ومن ثم يبدأ بالإتساع من الأسفل، لم يكن ذو هيئة ضخمة حيث ان خامته من ' الستان ' وأذرع طويلة واسعة..
كان رقيق للغاية بذلك اللون الزيتوني.

تحسست خصلات شعرها بخفة حيث قامت بتحريره حتى ينسدل على بداية ظهرها وعقد ألماسي التف حول رقبتها يزينها كما هو الأمر مع تلك الإسورة حول معصم يدها...

القليل من مساحيق التجميل على وجهها، ومن ثم رسمة عيناها المُبهرة كانت تلك هي لمستها الأخيرة.

حملت تودد حقيبتها اللامعة تضع بداخلها هاتفها والمفاتيح الخاصة بها قبل أن تنحنى لترتدي حذاء يملك لون الثوب، تقوم بفتح الباب حتى تغادر تزامنًا مع ظهور حمزه..

رمشت بقليل من الدهشة قبل أن تبعد بصرها عنه، فهي ذاهبة في وقت مُبكر حتى تستطيع مساعدة بلقيس في بعض الأمور لذلك لم تتوقع رؤيته الآن، بينما حمزه قد غادر مبكرًا أيضًا؛ حتى يذهب لإحضار والدته وسارة نظرًا لأن والدة يونس لا تستطيع السفر لكنها قامت بمهاتفة بلقيس مكالمة فيديو وسعدت كثيرًا لرؤيتها...

ورغم تعجب بلقيس من قدرة يونس على ترك والدته بمفردها الا انها أدركت حقيقة وجود فتاة تساعدها في أمور المنزل بأكملها بجانب كونها تسكن بجوار منزل والدة حمزة والتي تذهب لزيارتها يوميًا، ربما صداقتهم كانت السبب الأساسي بصداقة يونس وحمزه. 

كان يرتدي بذلة باللون الكحلي دون ربطة عنق؛ حيث ترك الأزرار الأولى من قميصه مفتوحة وقام بتهذيب لحيته السوداء لتزيده وسامة كتصفيفة شعره ذو الخصلات السوداء الناعمة.

وكالعادة توجه كلًا منهما إلى مصعد مختلف يتجنبان الاحتكاك ببعضهم البعض، لكن الأمر لن يدوم طويلًا فهما يمتلكان ذات الوجهة.

أغلق باب المصعد لتشرد تودد قليلًا بما حدث منذ يوم، حيث حادثتها بلقيس تخبرها بحقيقة طلب يونس لها، وكيف أنه قام بمثل تلك المفاجأة الرائعة لها فاندمجت معها تودد بحماس شديد، ومن ثم أخذوا يفكرون بما يجب أن يقوموا بارتدائه...

صارحتها بلقيس بحقيقة شعورها بالتوتر من رد فعلها؛ لأن وجود يونس يعني وجود حمزه لكن تودد أكدت لها أن الأمور على ما يرام وأنه يجدر بها الاهتمام بأمورها الخاصة قليلًا والتوقف عن القلق بشأن الأخرين؛ فاليوم هو يومها والفرحة هي فرحتها.

ترجلت من المصعد تُلقي تحية بسيطة على عم سلامة الذي يشاهدها لأول مرة بثوب محتشم، وحسنًا هذا الثوب ليس بالمحتشم حقًا لكنه على الأقل أفضل من تلك الثياب التي ينقصها بنطال!

|   قالوا عليكِ   |حيث تعيش القصص. اكتشف الآن