«منزل عبدالعزيز »
قاعده تجهز شنطتهّا للمره الأخيره وتنهدت بضيّق من تذكرت ليالي باريس يلي جمعتهّم وكيف كان خايف عليهّا وحافظ كل شيء يخصهّا توجهت وطلعت صورته يلي أخذتها من بوكه يلي استلمته بعد وفاته عضت شفتهّا تمنع بكاها ، كلٍ تعايش وعاش حيّاته إلا أنا عجزت أتجاوزك !
ياثقل من دونك وأنا أيام بلاك طوال ! شهر واحد وتكمل سنة بجاور ربك ، رجفت شفايفهّا ويدينها وحطت رأسها على الطاوله وبكت ، مقدر أعيش حياتي بدونك مقدر !
كيف أروح لـ باريس كيف بيقوى قلبي يمر الأماكن يلي جمعتنا كيف؟ مسحت دموعهّا وقفلت شنطتها وأنسدحت على فراشهّا وانظارها لـ السقف ونزلت دمعه من عينهّا ومسحتها وغمضت عيّونها بشدّه ، نزل من المرسم حقه وتوجه لـ غرفته يجهز شنطته يلي بيأخذها معاه لندن والباقي تنشحن مع أهله رتبهّا وشاف الساعه يلي تشير إلى السادسه وطائرته الساعه الثامنه ليلًا ، أخذ شنطته وطلع يصلي المغرب بالمسجد ويتوجه لـ المطار ، وقفت خطاه من شاف أمه قاعده تقرأ ، قبل رأسها واستودعته الله وتوجه
اخذ محمود الشنطه من يده وركبهّا بالخلف : امش نصلي ونتوكل على الله ، توجه معاه محمود وتوضو ودخلو المسجد على الإقامه أنتهت الصلاه وطلع كعادته يستغفر ربه - استغفرك ربي وأتوبُ إليك- ركض محمود يجيب السياره قريب من المسجد وقف يسلم على الجيّران ويلي يباركون له ولأخوه وقف محمود وركب جنبه وتوجه لـ المطار «الصاله التنفيذيه ، المطار » دخل وكان قدامه بعض من رجال الأعمال وسلم عليهم وكالعاده التباريك ما أنتهت اخذ القهوه من يدين الموظف وقعد يشربهّا وتوجه لـ طائرته بعد ماسمع النداء وقعد ينتظر الوقت يعدي لجّل تبان ملامح لندن ، شاف نجد العّذيه من الشباك :
إلى اللقاء يانجد الأحباب لُقانا قريب ورجع يسند رأسه على الكرسي .«بريطانيّا ، لندن »
أخذت نفس عميّق وزفرته شعُور غريب داهمها من نزلت على الأراضيّ يلي رحبت فيهّا بعد ماعافت أرضها وتوجهت لهّا ، عاشت فيهّا مراهقتها ودرست فيهّا وكانت شاهده على جميع انهياراتها ونجاحاته وسعادتهّا كانت كل التفاصيل على البّال ، الأرض يلي جمعتها مع رفيقة دربها وأمها المعنويه لندن الحبيبّه يلي كان يعز عليهّا فراق أرضها كان الجو بارد قارس ويلي متوقع هطول الثلوج الليّله شافت لولو يلي مسكت ذراعهّا وحصه يلي توسطت بينهم ومسكو ذراعهّا وكانت لحظات تأمل لـ الثلاثي ولا يدرون ليش شعرو بالألفه والأمتنان شدت على مُعطفها وركبو سواقهم بـ لندن تحت ترحيبّه يلي فقدهم فعلًا سندت رأسها على الشباك ومشاعرها من نزلت على أرض لندن جيّاشه : وحشتني !
لفت لولو لهّا : أكثر من اي شيء ثانيّ كيف بقوى أتركها مره ثانيه؟
حصـه : مادري ليش تراودنيّ فكرة أني ببقى عنها ماودي أرجع الرياض احس ذاتيّ هنا مو هناك
لولو : لا ماما لازم نكون كلنا تحت سماء وحده
الجُوهـره : لو بقيتي بـ لندن ببقى معاكِ مابرجع
حصـه : ما أقوى أعيش بعيد عنكم !
لولو ضمتها : ولا تفكرين لاتخليني أخلع سعود وابقى معاكِ
الجُوهـره ضحكت بوسط دموعهّا : ولا عندي مشكله بخلع سعـد واكون معاكم
ضحكت حصـه من قلبهّا : لا تجحدونهم واهجدو
وقفت السيّاره قدام العماره العتيّقه يلي أختاروها من بين جميع العماير العصريّه ، كانت كلاسيكية بجميّع تفاصيلها واللون البني العتيّق واثاثهّا النادر ولأنها قبل قرون حافظو عليّها ويلي دفعو الغالي والنفيس لجّل يسكنون فيّها نزلت من السيّاره وكانت لحظة تأمل وشوق لـ كل شيءٍ كان يجمعهم بدأت تهطل قطرات المطر وكان المطر هتان لابرق ولا رعد ، مشت واناظرها لـ شباكها وشباك مكتبها يليّ اشتاقت لكل شيء ورجعت أنظارها لـ المّكان يلي عرفت فيه هوية الرسام المجهول وكان السعّد تتذكر لحظاتها معاه وكيّف إنه لازال نفس ماقابلتّه وكل مالهّا يدللها أكثر ، تقدمت حصـه وخلفهّا لولو ومشت وراهم كانت تجول أنظارها لكل زوايه بالمّكان وكأنها لأول مره ترأهُ ، أبتسم الحارس بسرور من شافهّم : أهلًا سيداتي اشتقنا إليكم كثيرًا
أبتسمت له : شكرًا لك وأخذت مفتاحها يلي عطته إياه لجل لو صار شيء لاقدرالله يفتحون الشقه ، شافت باب شقة حصـه ولولو انفتح ولفت أنظارها لـ باب شقتهّا وزمت شفايفهّا وتوجهت تفتح الباب وهاجمتهّا رائحه الخشب لان الارضيّه كان عباره عن خشب بنّي أصلي وعتيق ولا زال مُحافظ على أصالته ومنظره ، طلعت الشال ومعطفهّا وتركته بالعلاقه المخصص لهّم دارت أنظارها لـ صالتهّا الحنونه يلي ضمتهّا ٨ سنيّن وكانت شاهده على لحظاتها ولحظات لولو تركت الباب مُفتوح وتوجهت لـ مكتبهّا يلي اشتاقت له ولكتبهّا ولكل شي به فتحته بالمفاتيح يلي معها ويلي ماعطته الحارس وكل أشياءها المهمه والعتيّقه هُنا فتحته وهاجمتها رائحه الكتب والغبار دخلت بلهفه وتوجهت لـ مكتبها ووضعت أناملهّا الرقيقه عليه ولفت بكامل جسمهّا لـ جهة المكتبه لكنها أتسعت ابتسامتها لما شافت لوحته المعلقه بجدار مكتبهّا توجهت لهّا وميلت رأسها ورجعت يدينهّا وراء ظهرها ومسكت معصمها بيدها الثانيّه وبدأت تغوص بتفاصيل اللوحه بعد تأمل دقائق توجهت لـ الكتب يلي جدار كامل مُمتلئ ولأنهم أصدقاءها وأنيسة أيامها ، اخذت عصا الريش ونفضت الغبار عنهم وكحت من دخلهّا الغبار وتركت المكتب وتوجهت لـ غرفتها وفتحت الشبابيك وناظرت ساعتهّا تنتظر ساعة حضوره
فتحت البلكونة واخذت نفس عميَق وقشعرتهَا وبرودة الجو وجهت أنظارها لـ السمّاء يلي تُعلن تساقط الثلج ودخلت وتوجهت لـ شقة حصـه ولولو : وش تسوون؟
حصـه : اتصلت على شركة التنظيف وبيجون بعد شوي بعد عناء طويل من الأقناع بس خلونا نطلع نتقهوى ونتعشى
تركو الأبواب مفتوحه وكانت شركة التنظيف بوجههم دخلو وهم طلعو طالمًا مابه شي مهم ، لولو : جوجو نركض؟
الجُوهـره هزت بالإيجاب وعدلت نفسهّا للركض وأنطلقو وتعالت ضحكاتهّم وحصه يلي تضحك وابتلشت بشناطهّم ركضو ليّن وصلو المقهى يلي جمعهم من سنيّن ناظرت فيّه : لولو مشاعري جياشه اليوم بشكل مو عادي مو طبيعي شوي وأصيح كل ماشفت أماكننا المفضله
لولو : مشاعرنا مُتبادله ، خلينا نفاجئ إيڤا
دخلو بهدوء وشافو إيڤا يلي تشتغل بملل ومعطيتّهم ظهرها توجهت لولو بخطوات خفيفه وغطت عيونهّا ، صرخت بفجعه لكنهّا عرفت ريحتهم ويلي تعرف عطر الجُوهـره عز المعرفه : عرفتكم
كشرت لولو : مجاملة قليلًا ، صخرت إيڤا بشوق :
يا ألهي كم أشتقتم إليكم كثيرًا واعدت الأيام لأجلكم
الجُوهـره حضنتها : أنا ايضًا كيف حالك؟
إيڤا بفرح نطت : أصبحت بِحال رائع طالما رأيتكم
توجهّو لزوايتهم المعتاده وقعدت معاهم حصه وإيڤا يلي انضمت لهم وقامت تجيّب القهوه لهم وكملت تجلس معاهم ، رجعو لـ شقتهم بعد ما أخذتهم السوالف ويلي شبعو من القهّوه ولا ودهم يأكلون بينامون ، دخلت شقتها يلي تفوح من رائحة النظافه قفلت الباب وتوجهّت لـ دورة المياه تأخذ شور دافيّ تريح أعصابهّا شوي ، لفت روبها وتوجهت لـ التسريحه وبدأت تجفف شعرهّا ولبست ثقيّل لجل برودة الجو ، توجهت وشغلت المدفئه يلي بالصاله وبالغرفه وتوجهت لـ الأريكه المكتب وحدقت باللوحه وضمت رجولهّا لصدرها وحطت ذقنها على ركبتهّا بهدوء
أنت تقرأ
أشوف الودّ في عيونك ولكن يردّ الودّ خوفٍ فيك منّي
قصص عامة- لندن مُولد حبنا - للكاتبـه : عائشـه 🇸🇦