رواية "أحيا بنبضها" –الجزء الثاني-
"الفصل الأول"شيئان لا تستطيع التحديق بهما: الشمس والموت.
أخترقت الرصاصة جسده ليتأوه "يونس" بوحشية قبل أن يسقط على ركبتيه، تأوه إمتزج بصرخة "رزان" التي خرجت بإسمه:
-يونــس!!
سقطت يد "جلال" بعدما أتم مهمته، لتخرج آخر أنفاسٍ له، صرخت "رزان" وهي ترى تهاوي "يونس" أرضًا والدماء تنبثق من جسده، قبل أن يسقط كانت هي تجلس خلفه، فـ تهاوى جسده على ساقيها.
كانت تبكي بنشيج قوي تضم جسده إليها، حتى تساقطت دموعها على وجنتيه، فإبتسم لها بحنوٍ قبل أن يحدق بكنزتها المشقوقة والملوثة بالدماء، فـ تلاشت إبتسامته ثم هتف بضعف:
-أذاكِ؟ طمنيني عليكي!
حركت رأسها نفيًا قبل أن تصرخ به بقهر:
-بتفكر فيا ليه دلوقتي؟ فكر في نفسك.
بلع ريقه بصعوبة وهو يتأوه من شدة الألم، قبل أن يهمس ما بين الصحوة والغفوة:
-مكنتش هسامح نفسي لو كان أذاكِ.
هتفت بنشيج باكي، وبعينين واسعتين:
-أنا آسفة، من يوم ما عرفتني وأنت مش ملاحق على مشاكلي، ياريتني كنت موت من قبل ما تشوفــ...
قاطعها بضعف وهو يبتسم نصف إبتسامة:
-هُشششش، أوعي تقولي كدا تاني، لو أطول أديكي عمري كله مش هتردد، أنا.. أنا دلوقتي مطمن عليكي.
بدأ صدره يعلو ويهبط محاولًا التنفس، فهزت رأسها بنفي وهي تقول بإنهيار:
-أسكت، متتكلمش لغاية ما تبقى كويس.
أومئ رأسه بضعف ولكنه أغمض عيناه بتعب، لتتسع عيني "رزان" بهلع ثم صرخت بإسمه وهي تحركه بيدها:
-يونس، يونـس قوم.
تفقدت جروحه غير مدركة أو شاعرة بفداحة ما حدث، وأخذت تناديه وكأنه يسمعها:
-قوم يا يونس، بالله عليك قوم ومتعملش فيا كدا.
تراكضت الأقدام، تسبقها نداءات مستغيثة، ليدخل العديد من رجال الفرعون، ليجدوها جالسة أرضًا تبكي ووجهها شاحب، مرتعب، وتصرخ به بهيسترية:
-حرام عليك، متسبنيش زي إللي راحوا قبل كدا.
أحتضنت رأسه وهي تغمض عينيها بإنهيار باكي وهي تهدر بألمٍ حار:
-إنت وعدتني إنك مش هتسبني، يونـس، رد عليا أنا كدا هموت.
قام بعض الرجال ذوي الهيئة المنمقة بإبعادها عنه وقال أحدهم لها بلطف:
-من فضلك أهدي يا مدام، وأحنا بإذن الله نلحقه.
تحرك شخصٍ منهم نحوها محاولًا إبعادها عنه، لتصرخ به بغضب بأن يتركها وشأنها ليهتف بهدوءٍ:
-من فضلك يا مدام أنتي كدا هتخلينا منلحقوش.
رمقته بعيون خائفة قبل أن تعاود بأنظارها إلى "يونس" وإلى ذلك الشخص الذي نهض من جواره وقال بلهجة تنمّ عن القلق البالغ:
-لازم ننقله على المستشفى بسرعة، نبضات قلبه ضعيفة.
شعرت أنها ستقع مغشيًا عليها، ولكن تماسكت وهي ترى إثنين من رجال الفرعون يرفعا "يونس" من أسفل ذراعيه، وإثنين آخرين يحملان جسد "جلال".
إنتبهت لذاتها أنها بدون حجاب وكنزتها المشقوقة أمام رجال، لتحاول أن تخفي نفسها وهي تبكي بدون صوت، ولكن تفاجئت بأن أحدهم قد إتجه نحوها وهو يخلع سترته ليجعلها ترتديها حتى تخفي كنزتها المشقوقة، والآخر أجلب لها حجابها محاولًا غض البصر، ثم أخذوها بداخل عربة الإسعاف مع "يونس"، ثم تحركتا السيارة في سرعةٍ كبيرة نحو المشفى، ودموعها كانت تسابق الطريق بل تسابق شقاق الريح.
*****
أنت تقرأ
أحيا بنبضها - أميرة مدحت
Romantikلم تكن من النساء الذي يفضلهن، فـ هو لم يكن شغوفًا بجنس النساء أبدًا، ولكن إلتقى بها مصادفة في عرينه فـ لم يدري على أي من الجمر يتقلب حتى وجد نفسه يخرج من غيابة الجُب إلى غياهب الحب، ولكن كيف؟ كيف يستسلم إلى مشاعره وهو أمامها السجان؟ وهي.. إبنة قاتل...