رواية "أحيا بنبضها".
"الفصل الرابع والعشرون".برودٍ قاس تغلغل بداخله وهو يتابعه بعينين قاسيتين، يجلس واضعًا الساق فوق الأخرى قبل أن يخرج علبة سجائره، ويخرج إحداها ويشعلها، إلتوى ثغره بإبتسامة جانبية وهو يخبره:
-إيه مستغرب ليه؟!..
أشتعلت مقلتي "جلال" بالنيران وهو يستمع إلى كلماته المثيرة للأستفزاز، ورغم ذلك إبتسم وهو يجيبه:
-لأ طبعًا مش مستغرب، وإنت فكرك إني هوافق على العرض الأهبل إللي بتقوله؟!..
رد عليه "يونس" بلهجة واثقة للغاية:
-طبعًا هتوافق، ده أكيد.
أعتدل في جلسته وهو يتابع بلهجة ساخرة:
-واحد زيك بيعشق القرش زي عينيه، بيتنفسـه!.. وإنت دلوقتي ضايع، شوف بقى لما تخرج من الجوازة دي مش داقع حاجة، بالعكس ده إنت أدفعلك، هتضيع فرصة زي دي، معتقدش؟!..
صمت قليلًا قبل أن يضيف بتهكم:
-إلا بقى لو فكرت تنشف دماغك، عشان تتحداني وخلاص، والصراحة أنا أتمنى جدًا إنك تعمل كدا، عشان إنت مش متخيل إني هعمل فيك إيه.
ضحك "جلال" بصوتٍ عاليًا لفترة طويلة تحت نظرات "يونس" المتهكمة واللامبالاة، ظل هكذا حتى توقفت ضحكاته وقال بصوتٍ ماكر:
-وإنت فكرك إني غبي لدرجة أني أفوت عرض زي ده، أنا موافق إني أطلقها لأنها بقت ست كئيبة أوي، والواحد محتاج تغيير اليومين دول.
حاول "يونس" تمالك ذاته قبل أن يسأله بحدة:
-أخلص، عاوز كام؟!..
صمت لفترة طويلة قبل أن يسأله بلهجة غريبة:
-هي للدرجة دي تهمك؟!..
لم يجيبه "يونس"، بل زفر بغيظٍ مكتوم وهو يمسح على شعره بقوة، لتتسع إبتسامة "جلال" وهو يخبره:
-حلو، هي مبقتش تلزمني، بس عشان أطلقها...
صمت قليلًا قبل أن يفجر له القنبلة وهو يخبره:
-مش أقل من نص مليون جنيـة يكونوا قدامي، ده غير المصاريف كلها إللي صرفتها عليها من ساعة ما شوفت خلقتها لحد ما هربت، يعني قول مليون جنيـة، وإلا بقى.. أبقى قابلني لو طلقتها، وهسيبها كدا زي بيت الوقف.
أدرنالين الغضب أرتبفع بجسده بسرعة البرق قبل أن بسيجارته على الأرضية، ويهب واقفًا متوجهًا نحوه يلكمه بعنف في فكه ومن ثم يقبض على تلابيبه بقوة وهو يصيح بإنفعال:
-مليون جنيـة إيه يا (...) يا (...)، بقى واحد (...) زيك هيكون صرف على مراته نص مليون جنية، ده إنت كنت شافط كل فلوسها أول بأول.
ثم لكمه مرة أخرى في فكه لتنزف الدماء على الفور من بين أسنانه وهو يهدر بعصبية:
-إنت بيجري في دمك إيه؟!.. أقسم بالله.. أخلص رزان منك، وبعدها شوف هعمل فيك إيه؟!..
هتف "جلال" بلهجة جهورية وهو يدفعه:
-هو ده إللي عندي، ومعنديش غيره، عشان أطلق يدفعلي مليون جنية، وإلا هنزل على مصر، وأطلبها في بيت الطاعة، وهجبلك الحكومة لحد هنا عشان تاخدها غصب وترجعها لحضني.
أحترق قلبه من تهديداته، فـ وقف يحاول التنفس بطبيعية، قبل أن يهتف بنبرة محتدة للغاية:
-المبلغ هيكون جاهز في خلال يومين، وساعتها هنبدأ إجراءات الطلاق على طول، فاهم.
إبتسم "جلال" وهو يمسح دمائه قبل أن يخبره ببرودٍ:
-وأنا جاهز يا باشا، المبلغ يكون قدامي وكامـل، وساعتها أطلقها هي وإللي خلفوها.
رمقه "يونس" بنظرات مليئة بالإحتقار، قبل أن يبصق عليه ويغادر المكان دون أن ينطق بحرف، خرج من المخزن متوجهًا نحو سيارته قبل أن يستقلها بعصبية، ظل ينظر أمامه لفترة طويلة قبل أن يهمس في حيرة:
-هجيب مليون جنية دلوقتي منين بـس؟!..
فرك على وجهه بإنفعال وهو يهمس بغضبٍ مكتوم:
-أخلصها منك وساعتها مش هرحمك، مش هرحمك يا جلال، وهخليك تتمنى الموت ومطلهوش.
*****
أنت تقرأ
أحيا بنبضها - أميرة مدحت
Romanceلم تكن من النساء الذي يفضلهن، فـ هو لم يكن شغوفًا بجنس النساء أبدًا، ولكن إلتقى بها مصادفة في عرينه فـ لم يدري على أي من الجمر يتقلب حتى وجد نفسه يخرج من غيابة الجُب إلى غياهب الحب، ولكن كيف؟ كيف يستسلم إلى مشاعره وهو أمامها السجان؟ وهي.. إبنة قاتل...