Chapter 12

827 83 133
                                    

"مرحبا، إيفالين" نطق بيني و هو يبتسم بخفة ينظر الى تلك المتهالكة على الأرض التي كانت تنظر اليه بصدمة غير مصدقة بأن الرجل الذي شهدت جنازته و توقف دقات قلبه تحت بكائها و دمه الذي لا يزال يلطخ ملابسها ببقعه .. ذلك الرجل واقف امامها من جديد يردد اسمها و لكنها فقط سارحة في وجهه الذي علته ملامح القلق و هو يقترب منها

"ايفالين" همس بينما نظرها لا يفارقه لترتجف شفاهها هامسة :"بيني؟"

ابتسم بلطف ثم اردف بقلة حيلة "لم اكن اريد ان تقابلينني بهذه الطريقة لكنكِ اصررتِ على.."

لم يكمل جملته ليشعر بلكمة قوية على فكه جعلت رأسه يستدير يمينا لينظر اليها مطولا و قبل ان يستوعب اللكمة انقضت عليه ليبتعد عنها بخفة

انهمرت دموعها بغزارة و هي تنظر اليه قاطبة حاجبيها بخيبة أمل قبل ان تصرخ بحنق و هي تهجم عليه مجددا مكورة قبضتها لتسددها ناحيته لكنه تصدى لها و هو يبعدها عنه بخطوات لتصيح مجددا بحنق :"ايها اللعين!!"

ركضت ناحيته بسرعة و هي تكاد تلكمه للمرة الثالثة ليمسك يدها قبل ان تفعل ثم بحركة مباغتة ضربته باليد الأخرى ليتأوه بخفة قبل ان تنهال عليه بالضرب على صدره و هي تبكي بحرقة تصيح عليه "ايها الحقير..اتمزح معي!!"

"كيف...ك.." خانتها الكلمات و تلاشت قوتها تدريجيا و هي لا تزال تضربه بينما هو فقط استسلم لها يتلقى لكماتها التي انكسرت على صدره مصدرة صوتًا لا يُسمع تحت دقات قلبه التي نبضت بإستياء بينما ينظر اليها بحزن قبل ان يأخذها في عناق دافئ يذيب شظايا جليد المأساة التي قطّعت قلبها دون رأفة بروحها الهشة .. في تلك اللحظة، ايفالين صدّقت كُليًا أن بيني لا يزال على قيد الحياة، ذلك العناق الدافئ الذي لطالما كان مأوى لها و مكانا لتجفيف دموعها قد احاطها من جديد.. بينما هي كانت لا تزال تبكي بصوت مرتفع تضرب جانبه بلكمات ضعيفة كأنها تمسح عليه بريشة خفيفة

"ششش.. لا تبكي..أنا آسف" همس و هو يضع يده على رأسها يحاول تهدئتها

"انا...اك...رهك" قالت من بين شهقاتها و رأسها مدفون في صدره قبل ان تمسك بالهودي خاصته على كلا جانبيه بقوة كطوق نجاة ليشد تاليًا على العناق و هو يغمض عينيه هامسًا :"اشتقت لكِ حقا، ايفالين"

انفجرت بالبكاء مرة اخرى و لكن هذه المرة لم تكن بسبب الغضب بل انفجر قلبها شوقًا له لِتُحاوط جذعه بذراعيها تشده في عناق اقوى تاركة دموعها تجف على الهودي خاصته بينما هما واقفان في تلك الساحة الفارغة و النجوم فوقهما تبتسم للقاء صديقين بعد عام طويل مليئ بالأحزان..

"هل انتِ بخير الآن؟" سأل بيني و هو ينظر الى الأمام واضعا يديه على المقود لتكتفي ايفالين بالإيماء و آثار الدموع لا تزال على وجهها

Ride or Dieحيث تعيش القصص. اكتشف الآن