"معك.." تمتمت و انا لا استوعب ما تفوه او بالأحرى أشعر كأنني أخطأت سماعه لأسأله مجددا :"هل قلتَ سنذهب الى روما و سأعيش معك؟"
"لا أكرر كلامي... لست ببغاءً" اجاب و هو يرمقني بنظرة لا يسعني ان اصفها بالضجر ، عينان ينظران الي بإرهاق لا يحملان المشاعر، لأول مرة أرى شخصا يدعو شخصا آخر للعيش معه بهذه الطريقة.. طريقة تجعلك تشعر كأنه يريدك ان ترفض عرضه بطريقة غير مباشرة..
"لقد سمعت حديثك.. لكنني فقط اتأكد" اجبت و انا ارمقه بإزدراء ليجيبني :"ما سمعته هو الإجابة على سؤالك الذي ليس له فائدة"
قلبت عيناي و انا انظر بعيدا بينما اشعر به يرمقني بحدة لكنني تجاهلته ثم اردفت :"و ماذا عن ديني؟"
"دينك.." تمتم لأومئ له بإستغراب كونه نسي دين المطبخ الذي أعمل ليلا نهارا من اجل تسديده
"نعم.. دين المطبخ، بما أننا سنتجه الى روما و سنستقر هناك لمدة لا أعلمها.. كيف سأدفع الدين؟" شرحت ليعدل ياقته قبل ان ينظر تجاه شيء معين ثم نطق و هو يلتفت الى مجددا :"سنتحدث عنه لاحقا"
"اوه... حسنا" تمتمت ليهم بالرحيل لكنني استوقفته مجددا :"و ماذا عن تولا؟"
استدار الي بسرعة و هو يرمقني بنظرة قاتلة ثم نطق :"منزلي ليس حديقة حيوانات"
"و لماذا انت .." لم اكمل حديثي لأبتلعه سريعًا.. لقد كدت ان اضع رأسي تحت المقصلة بلساني الذي لا يرد الا في الأوقات الحرجة
"لماذا انا ماذا؟" سأل و هو يزيح يده عن المقبض يستدير الي
" لا شيء.. لا شيء" تمتمت بسرعة قبل ان احمحم قليلا لكنه لم يتجاهل الموضوع و هذا ما فسرته خطواته التي جعلته يقترب مني لألعن نفسي داخليا اعض لساني الذي اهتز في وقت غير مناسب
"ماذا كنت ستقولين.. ال ام تو .." نطق بصوته العميق و هو لا يزال يتقدم مني لأتراجع الى الخلف قليلا و انا اتلعثم في حين ابتسم ببلاهة :"لقد كنت ...اريد.. انت.. تقول"
كانت الكلمات تخرج بعشوائية من فمي و انا اصوب نظري ناحية الزمرد الذي كاد يحرقني من شدة لمعانه و هو لا يُزاح عني
توقفت عن التراجع عندما شعرت بقدماي تلمسان حافة المنضدة و هناك علمت ان نهايتي قد اوشكت ليتقدم اكثر ناحيتي و توقف ببضع انشات في حين اصابع قدمي لامست حذاءه اللامع
ثبت نظري على صدره الذي كشف قليلا عن وشمه الذي لحد اللحظة لا افهم معناه لأشعر بيده فجأة لامست ذقني ترفع وجهي ناحيته
"عيناي هنا.." نطق بنبرة غريبة جعلتني ارمش قليلا .. كانت نبرة آمرة لكن بطريقة عجزت عن وصفها، طريقة ارسلت شعورا لم أألفه في بطني جعل وجنتاي تحترقان بدون سبب و اظنه قد لاحظ ذلك بسبب شبح ابتسامة جانبية شقت وجهه لأحمحم و انا اقف بثبات مجددا

أنت تقرأ
Ride or Die
Akcjaالكتاب الثاني من سلسلة "جولة" "كنت أظن انني تخلصت من تلك المنظمة للأبد... لكنني لم أتوقع أبدا أنها ستكون ككابوس يلاحقني حتى النهاية" تم تصنيف الرواية للبالغين نظرا لإحتوائها على العنف و أحداث دموية قد لا تناسب البعض هذه الرواية بقلمي و جهدي الشخصي م...