|Chapter 25|

1.2K 73 100
                                    

غمر وهج مدينة لندن الصامتة الناعم شقة آشلي بأجواء دافئة بينما كانت تستلقي على الأريكة و هاتفها مضغوط على أذنها في الجانب الآخر من مدينة ايلدرفيل، استقر خطيبها هنري في غرفة معيشته المريحة، مستعدًا لمكالمتهما الهاتفية الليلية أين كانت همهمة المدينة الإيقاعية بمثابة اللحن الخلفي لمحادثتهما. صوت هنري، على الرغم من أنه على بعد كيلومترات، كان يلتف حولها مثل عناق دافئ..

"مرحبًا أيها الوسيم.." خرخرت آشلي و كان صوتها يحمل نغمة مرحة "إفتقدتَني؟"

ترددت ضحكة مكتومة عبر الهاتف حينما ردّ عليها :"كل ثانية يا آش.. ليس لديكِ أدنى فكرة عن مدى طول اليوم بدونك.."

"أفتقدكَ.." اعترفت آشلي و كلماتها تخللها تنهد رقيق حينما أكملت :"يبدو الأمر و كأنها الأبدية منذ آخر مرة رأيتكَ فيها.."

استجاب صوت هنري العميق و الرنان بدفءٍ قلّص المسافة بينهما :"أنا أكثر.. أكثر من مجرد كلماتٍ يمكن التعبير عنها.. لا أستطيع الإنتظار حتى نعود معًا مرة أخرى.."

ارتسمت ابتسامة على شفتي آشلي و هي تُعدّل نفسها على الأريكة ثم نطقت :"أعرف بالضبط ما تشعر به.. تبدو الشقة فارغةً جدًا بدون ضحكتك.."

خفّف صوت هنري الحزن على قلبها بكلماته المُطمْئنة :"قريبًا، لن نضطر للتعامل مع هذه المساحات الفارغة.. فقط بضعة أيامٍ حتى نعيش أخيرًا معًا.. و دون فراق.."

لعبت آشلي بحافة الوسادة و ابتسامةٌ مرحة قوّست شفتيها حينما اردفت :"هل تعتقد أنني أستطيع الإنتظار حتى يومِ زفافنا؟ الترقب لا يطاق.."

ضحك هنري بصوت تردد صداه عبر الهاتف الى اعماق قلب اشلي المتضارب ثم اجابها :"الصبر يا شمسي.. الأشياء الجيدة تأتي لأولئك الذين ينتظرون.، أليس هكذا كما يقولون.."

"نعم.. و لكن الأمر صعبٌ للغاية عندما يكون أفضل شيء هو أنت.." مازحت و كان صوتها مليئًا بغزلٍ خفي وجدهُ هنري ساحرًا تمامًا ليرد بضحكة منخفضة :"ههه.. لديكِ طريقة في التعامل مع الكلمات يا أشلي.. إنها واحدة من الأشياء العديدة التي أعشقها فيك.."

دُفأت خدود آشلي بإحمرارٍ لم تستطع إخفاءه حتى من خلف سماعة الهاتف ثم تمتمت و هي تعانق طرف اظافرها بأسنانها الأمامية :"حسنًا، ربما أحتفظ بالأفضل لك.."

تردد صدى ضحكة هنري التي تحمل القليل من الخجل، صوتٌ وصل عبر المسافة و لفّ حول قلبها خاصةً حينما سأل :"أخبريني شمسي، أخبريني عن يومك... هل حدث أي شيء مثير للإهتمام؟"

عندما بدأت أشلي في سرد يومها، تدفقت المحادثة دون عناءٍ بين الإثنين حيث تبادلا القصص و الأحلام و تفاصيلَ حياتهما و استمتعا بنغمةِ أصواتِ بعضهما البعض و كان الشوق الذي يتخللهما يعكس ارتباطًا أعمق، رابطًا يتجاوز المسافة المادية التي تفصلهما..

Ride or Dieحيث تعيش القصص. اكتشف الآن