Chapter 27- 1/2

634 55 80
                                    

وقفت إيفالين متجمدة في غرفة المعيشة، وقلبها ينبض في صدرها بعنف بينما تردد صدى إعلان ناتاليا البهيج في أذنيها.. خطيبي كلمة لم تستطع استيعابها و هي تشاهدها في عذاب صامت بينما كانت تحتضن برايس بقوة.. ارتجفت يداها على جانبيها، وتحولت أصابعها إلى قبضات بينما كانت تحاول كبح سيل الدموع الذي كان يهدد بالتسرب من عينيها خاصة حينما لف يده حول خصرها..

كان الم الغيرة يخنقها و يضغط بقبضته على صدرها.. لم تكن تعرف.. كيف يمكن أن تعرف؟ لقد فقد برايس ذاكرته، وفي خضم مساعدته على إعادة بناء حياته، دفنت مشاعرها في أعماق قلبها، ولم تجرؤ أبدًا على الكشف عنها. والآن، بينما أعلنت ناتاليا حبهما لبعضهما البعض، أدركت إيفالين مدى عدم جدوى شوقها الصامت..

لم تستطع إلقاء اللوم عليهما. ناتاليا لا تعلم شيئا، وبرايس... كان برايس الرجل الذي أحبته، حتى لو لم يتذكر عمق علاقتهما. عضّت على شفتها محاولةً كتم التنهدات التي هددت بالهروب.. لم تعد قادرة على الإنهيار الآن، ليس أمامهم..

لم تتمكن من السماح لهم برؤية مدى الألم الذي أصابها، وكم مزقها من الداخل..

ولكن مع إدراك حقيقة الوضع، شعرت إيفالين بضعف ركبتيها وأصبحت رؤيتها غير واضحة بسبب الدوار الذي اجتاحها فتعثرت إلى الوراء، ومدت يدها لتثبت نفسها على ظهر الأريكة، ولكن كان الأوان قد فات.. بشهقة خفيفة، انهارت على الأرض، وخرج عالمها عن السيطرة..

سقطت ابتسامة ناتاليا سريعا و حُفر القلق على معالمها حينما اندفعت ناحيتها بهرولة و كان صوتها بمثابة صدى بعيد وهي تنادي باسم إيفالين التي شعرت بيديها على كتفيها تهزها بلطف قائلة "إيفالين! هل أنت بخير؟"

لكن الاخرى لم تجد القوة للرد.. كل ما استطاعت فعله هو الاستلقاء هناك، ترتجف، وقلبها محطمٌ إلى مليون قطعة..

للحظة، سمحت ايفالين لنفسها بالأمل، والاعتقاد بأنه ربما، ربما فقط، لا تزال هناك فرصة لهم.. ولكن بعد ذلك انهار الواقع، وايقنت أن برايس لم و لن يتذكرها، وأنه لم يعد يحبها بعد الآن..

"ايفالين!" كررت ناتاليا لكنها ابقت صامتة رغم انها ارادت الصراخ.. الصراخ والمطالبة بإجابات، لكن الكلمات علقت في حلقها وخنقتها بمرارتها..

التفتت ناتاليا إلى برايس، وكانت نبرة صوتها ملحة حينما اردفت :"ساعدني في إيصالها إلى غرفة النوم.."

هزت إيفالين رأسها، وهددت الدموع بالانتشار. لم تكن تريد شفقة برايس، ولم تكن تريده أن يراها في هذه الحالة الضعيفة لكن ناتاليا كانت مصرة، وقاما معًا برفعها عن الأرض ودعماها وهم يشقون طريقهم إلى الردهة..

كان تعبير برايس غير قابل للقراءة وهو يتبعهم، وكانت حركاته بطيئة ومتعمدة. لم تستطع إيفالين أن تقابل نظراته، ولم تستطع تحمل فكرة رؤيته للألم المكتوب على وجهها..

Ride or Dieحيث تعيش القصص. اكتشف الآن