Chapter 33

659 69 131
                                    


كانت إيفالين تقف عند حافة هاوية اختياراتها بينما الرياح تعصف بشعرها وتنثره حول وجهها كأنها تواسيها في لحظة الألم التي تعيشها.. لم تكن تستطيع رؤية برايس بوضوح من هذا البعد، لكن ضوء القمر المنعكس على عينيها المظلمتين كان يكفي لتشعر بوجوده، وجوده الذي كان يملأ حياتها بأمل وحب لم تعرف لهما مثيلًا من قبل..

كانت تلك القلادة، التي تحمل خاتمه الذي احتفظت به اكثر من احتفاظها بنفسها، تحمل رمزًا للأمان والتواصل بينهما.. لكنها الآن أصبحت مجرد قطعة من الماضي المؤلم. بيدين مرتجفتين، خلعتها من عنقها بعنف، كأنها تخلع جزءًا من روحها، ونظرت إليه لآخر مرة حينما استدارت بعنف وواصلت سيرها بغضب وانكسار ..

كل تلك الذكريات بدت وكأنها تتلاشى في الظلام الذي يحيط بها.. كانت تشعر بفراغ هائل في قلبها.. دموعها قرررت التحرر بعد ان ابتعدت فترة كافية منه, فانهمرت بلا توقف كأنها تمطر على روحها الجريحة كي تهدئها بينما تسير في الطريق الذي اصبح ضبابيا اثرها..

كانت تعلم أن هذه الخطوة كانت حتمية، وأنه لا يمكنها البقاء أسيرة لهذا الحب الذي أصبح عبئًا عليها.. كان برايس جزءًا من ماضيها، لكنها لم تعد تستطيع تحمل الألم الذي يرافق ذكراه..

كل خطوة كانت تشعرها وكأنها تتخلى عن جزء من روحها.. كانت الأرض تحت قدميها باردة وصلبة، لكنها كانت تعرف أن عليها الاستمرار، عليها أن تجد طريقًا جديدًا بعيدًا عن هذا الحب الممزق..

شعرت بالريح الباردة تلفح وجهها وكأنها تحاول تجميد دموعها، فرفعت رأسها إلى السماء، ونظرت إلى النجوم المتلألئة بينما تتساءل عما إذا كانت ترى ألمها، وتفكر في مصيرها.. كانت تتمنى لو تستطيع العودة بالزمن، لتصحيح كل الأخطاء التي ارتكبتها، لكانت قد رفضت طلبه حينما أراد الجلوس معها في المقهى, لرفضت البقاء في بيت رفيقه ومحادثتهم, لرفضت السعي وراءه واتباع فضولها الذي تلعنه الآن ولكنها كانت تعرف أن هذا مستحيل..

لم تكن هذه هي النهاية التي كانت تتخيلها لحبهما، لكن أحيانًا، تأتي النهاية بطرق غير متوقعة..

غضبها كان حارًا كالحمم، يتدفق في عروقها ويجعلها تشعر وكأنها ستنفجر في أي لحظة.. كانت غاضبة من برايس، من الوعود الكاذبة التي قطعها، ومن الحب الذي تحول إلى خيبة أمل مريرة. لكن الأشد من ذلك، كان غضبها من نفسها. كيف سمحت لنفسها أن تصدق تلك الوعود؟ كيف أمكنها أن تكون بهذه السذاجة، أن تعطي قلبها لشخص لم يكن يستحقه..

كل خطوة كانت تخطوها بعيدًا عنه كانت تحمل معها ثقل الاحتقار للذات.. كانت تلوم نفسها على كل لحظة من الضعف، على كل مرة سامحت فيها برايس، وعلى كل الأوقات التي تجاهلت فيها علامات التحذير.. شعرت بالخزي لأنها لم تكن قوية بما يكفي لتضع حداً لما كان يدمرها من الداخل..

Ride or Dieحيث تعيش القصص. اكتشف الآن