Chapter 27- 2/2

852 64 189
                                    

أرعد قلب إيفالين في صدرها بينما ترددت كلمات ليو في ذهنها.. القتال حتى الموت؟ كيف يمكنه أن يطلب منها أن تفعل مثل هذا الشيء؟ حدّقت في الخنجر الموجود على الطبق أمامها، وارتعشت يداها عندما وصلت إليه.. شعرت بكل حركة وكأنها صراع حيث كان جسدها يقاوم الأمر الذي كان عقلها يعلم أنه يجب عليها أن تطيعه..

كان ليو لا يزال جالسًا بهدوء على كرسيه وهو يرتشف حليبه بصوت هادئ تقريبًا بينما كانت تعابير وجهه مليئة بالثقة أين كانت عيناه مثبتتين على إيفالين التي لم تستطع قراءة أفكاره، ولم تستطع فهم ما كان يحدث خلف تلك العيون الغامضة..

ثم كرّر بصوت منخفض لكنه آمر :"يمكنكِ أن تفعلي هذا يا جاكي..فقط، أثبتي لي أن لديكِ ما يلزم لتكون أحد أتباعي.."

كانت كلماته بمثابة صفعة لحواسها، أخرجتها من حالة الذهول لتبتلع ريقها بصعوبة وأجبرت نفسها على التركيز على المهمة التي بين يديها أين شعرت بالسكين باردًا وثقيلًا فيها، وكان نصله يومض بشكل خطير تحت ضوء المستودع الخافت..

"أنا-أنا لا أفهم.." تلعثمت "لماذا هذا؟ ألم أثبت أنني مؤهلة كفاية بعد؟" إحتجّت بصوت خافت وهي تثبت عينيها على النصل. ترددُ إيفالين لم يكن متعلقا قَط بسلامتها، فهي تعلم أنها ستواجه المخاطر منذ أن قررت المجيء الى إيطاليا وهي مستعدة لتحمل نتاج أفعالها مهما كانت.. السبب الحقيقي كان يكمن خلف الوحشية.. إيفالين لم تحبذ القتل قط رغم أنها قتلت العديد كدفاع عن النفس، ومواجهة شخص غريب لا تعرف عنه شيئا سوى انه تابع لليو و التركيز على قتله لم يكن على قائمتها.. فلا سبب مقنع لقتله..

إنقلبت شفتا ليو لتتحول إلى إبتسامة باهتة، ولكن لم يكن فيها أي دفء، بل كان هناك فقط إصرار فولاذي :"لأنني كما أخبرتكِ من قبل.. لديك إمكانات، جاكي... إمكانات يجب صقلها . وما هي أفضل طريقة لإختبارها من بوتقة القتال؟"

أرادت الجدال معه، والإحتجاج لإعادة النظر، لكنها عرفت أن ذلك لا جدوى منه.. لم يكن ليو رجلاً تؤثرُ على قراراته مجرد كلمات.. إذا أرادت إثبات نفسها والوصول الى هدفها، فعليها أن تفعل ذلك بالأفعال، مهما كانت مرعبة.. ففي النهاية، هي تريد ان تتخلص من موضوع المهام في أقرب وقت والذي تأمل ان يكون متزامنًا مع إسترجاع برايس لذاكرته..

وبنفس عميق، أجبرت نفسها على الوقوف بشكل مستقيم، وكانت أصابعها مشدودة حول مقبض السكين. كان بإمكانها أن تشعر بثقل نظرة ليو عليها وهو يحثها على التصرف..

"هل أنتِ جاهزة؟" سأل وهي إستجابت بإيماءة خفيفة وفكها ثابت بتصميم.. لم يكن هناك عودة الى الخلف الآن..

بدا الجو في المستودع متفرقعًا من التوتر بينما قامت إيفالين بتربيع كتفيها ونظرتها مثبتة على خصمها.. كان رجلاً هائلاً، عضلاته منتفخة تحت قميصه، وعيناه تلمعان ببريق مفترس..

Ride or Dieحيث تعيش القصص. اكتشف الآن