شمس ساطعة ، زقزقات العصافير و صوت خرير المياه كانو عنوان السلام في تلك القرية في صقلية بينما تحت تلك الشجرة الكبيرة كان هناك ذلك الطفل الصغير ذي الشعر الفحمي يلعب بالورود ، يشكل من كل واحدة شيئا مثيرا للإعجاب بالنسبة لعمره الصغير.. طفل ذي سبع سنوات وُلد بموهبة جعلت الآخرين بمثل سنه يُكنّون له كراهية تنم عن الغيرة
"ايها الصغير! عد الى الساحة!" صاحت المعلمة من بعيد و هي تُلّوح له ليرتفع عن الأرض و هو يبتسم بلطف يُلّوح لها بالمقابل قائلا :"قادم آنستي!"
رفع الطفل تحفته الفنية و هرع اسفل الهضبة بسرعة جعل المعلمة تترك شهقة خوفا ان يسقط لكن لمفاجأتها، كان مرنا للغاية لدرجة جعلته يبدو كصبي في الرابعة عشر من عمره و هذا ما جعلها تُفضّله عن بقية التلاميذ نظرا لتعدد مواهبه مما اطلقت عليه لقب الزنبق الأسود
الزنبق الأسود ، الوردة السوداء التي ترمز إلى الغموض، الأناقة و القوة .. صفات لا تتجزأ عن ذلك الطفل الذي هرول اليها..
"على مهلكَ يا فتى" نطقت المعلمة عندما وصل اليها و هو يلتقط انفاسه ليقاطعها و هو يرفع ما بيده لها
"انه من اجلكِ!" نطق و هو يبتسم بإتساع و براءة لتنظر اليه بعيون جرو يملأها العطف و الحب قبل ان تجيبه :" اووه تاج من الورود... شكرا صغيري"
نطقت و هي تبعثر شعره ليترك قهقهة لطيفة و هو يشابك ذراعيه بخجل و فرح كون ان معلمته قد أحبّت هديته المتواضعة لتردف بعدها :"عزيزي برايس.. عليكَ الذهاب الآن و العودة الى الساحة.. فالمدير ان رآك هنا، سيقوم بفصلك كونَك هربت من المدرسة""لم اهرب.. انني في الساحة الخلفية" اجاب ببساطة لتنطق :"اعلم يا صغيري .. لكنك ابتعدت عن الحيز المتاح لك" حاولت ان تشرح له بطريقة بسيطة ليستجيب لها برايس بالإيماء ثم اتجه الى السور الحديدي
"الى اين؟" سألت المعلمة بإستغراب ليتوقف رافعا سبابته الى الأعلى مجيبا ببراءة "سأعود الى الداخل"
"هل تسلقتَ السور عندما جئت الى هنا؟!" سألت بصدمة ليومئ لها بسرعة و هو يبتسم بإتساع
"برايس! هه" تركت ضحكة بعدم تصديق و فاهها يكاد يسقط ارضا .. الأمر بالنسبة لها كان مستحيلا، السور كان بعيدا للغاية لدرجة انها هي لا تقدر على تسلقه
"كيف فعلت هذا؟" سألت بفضول و الصدمة لا تزال تعتليها ليرمش قليلا على سؤالها قبل ان يجيبها :"تلك الشجرة!" نطق و هو يشير الى واحدة تبعد عن السور ببضع خطوات
"لقد تسلقتها الى الأعلى و ربطت الحبل الذي صنعته من سترات الفتيات بالغصن بعدها تأرجحت الى السور بالأعلى و امسكته بإحكام ثم ثبتّه على احد اعمدة السور و كما ترين انه يتدلى قليلا... سأعود ادراجي به " شرح ببساطة و هي فقط ترمش على حديثه

أنت تقرأ
Ride or Die
Aksiالكتاب الثاني من سلسلة "جولة" "كنت أظن انني تخلصت من تلك المنظمة للأبد... لكنني لم أتوقع أبدا أنها ستكون ككابوس يلاحقني حتى النهاية" تم تصنيف الرواية للبالغين نظرا لإحتوائها على العنف و أحداث دموية قد لا تناسب البعض هذه الرواية بقلمي و جهدي الشخصي م...