"مهمتي الأولى..." تمتمتُ لِيُكمل حديثَه :" مِن المستحسن أنّكِ مستعدة لذلك"
"م... ما نوع هذه المهمة؟" سألت ليعدل أكمامه قبل ان يستدير قائلا :"ستعرفين غدًا"
اكمل طريقه ناحية مكتبه بينما انا واقفة مثل تيريكس محنط وسط متحف كبير بينما الناس يلتقطون له الصور، الفرق الوحيد هو انني كنت على قيد الحياة
"لقد ظننتُ أنني انتهيت من المهمات" تمتمت لنفسي قبل ان يردف عقلي قائلا :"لقد أصبحتِ العريف.. مالذي تتوقعين فعله مثلًا؟ التقاط العديد من السيلفي على حافة انهار صقلية؟"
اتمنى فقط ان لا تكون مثل مهمة كيفن مارس.. تلك المهمة لا تزال عالقة في ذهني.. اظن لولي كانت محقة، المهمة الأولى تترك الكثير من الذكريات.. و ليس بذكريات مستحبة
اطلقت نفسا بتعب قبل ان استدير الى الخلف متجهة ناحية المصعد الذي اتجه الى الأعلى بعد ان ضغطت الزر رقم ثلاثة .. كانت هناك اغنية كلاسيكية تصدر داخله لم انتبه لها لحد الساعة، اظنني كنت أحسبها موسيقى صادرة من الخارج كون أن الحانة لا تخلو أبدا من الزوار
لكن ما جعلني اهلع فجأة هو تلك البلوطة الطائرة التي كانت على الباب
"اهذا... صرصار؟" تمتمت قبل ان يتوقف المصعد في الطابق الثاني بعد ان اصدر صوتا و هزة خفيفة
"مالذي يحدث؟" همست قبل أن أحوّل نظري الى الأزرار كي اضغط عليها لكنني لم أستطع خوفًا ان يقفز عليّ ذلك الكائن الصغير صاحب الشعيرات الطويلة التّي تصيبني بالغثيان
"المساعدة!!" صحت و انا اضرب على جانب المصعد بخفة متأملة ان يسمعني احد
"المساعدة!" كرّرت لكن لم تكن هناك أية ردة فعل من الخارج
"المس..." لم اكمل كلامي قبل ان يخرج الصرصور جناحين شفافين من الخلف ثم شرعا في الإهتزاز دون ان يطير لكنني أعلم اشد العلم انه على وشك الطيران مما جعلني اصرخ بقوة
"اااع!! المساعدة!!!" صحت و انا ارفع يداي الى وجهي اختبأ في الزاوية "المساعدة!! ارجوكم!!"
"Cosa sta succedendo qui?"
(مالذي يحدث هنا؟) صدح صوت رجولي من الخارج لأردف بصوت عالي "ارجوك ساعدني!!"
"c'è una persona dentro?"
(اهناك شخص بالداخل؟) سأل صوت آخر... ايوجد اكثر من رجل هنا؟ و لا احد منهم يساعدني لكنني أسأت الظن قبل ان اشعر بالباب يهتز بينما صوت رجل يتأوه يحاول فتحه
شعرت بالسعادة و الإطمئنان لكنني أعرف حظي جيدا.. السعادة الدائمية ليست جزءًا من حياتي ، فذاك الصرصار اخرج جناحيه مجددا و هذه المرة لم يبقى مكانه بل أراد ان يستكشف المصعد لأطلق صرخة لو كان هناك شخص معي بالداخل لأصيب بالطرش

أنت تقرأ
Ride or Die
Actionالكتاب الثاني من سلسلة "جولة" "كنت أظن انني تخلصت من تلك المنظمة للأبد... لكنني لم أتوقع أبدا أنها ستكون ككابوس يلاحقني حتى النهاية" تم تصنيف الرواية للبالغين نظرا لإحتوائها على العنف و أحداث دموية قد لا تناسب البعض هذه الرواية بقلمي و جهدي الشخصي م...