"فليرقد في سلام" قال القس قبل ان يشرع الرجال في رفع الصندوق الذي تتواجد به جثة ريتشارد التي فارقت الحياة قبل أن يكمل مهمته محافظا على حياة الآخرين
"دعوني أراه للمرة الأخيرة..." قالت هايلي و هي تبكي دون توقف تكاد تسقط أرضا، لم تتقبل صدمة رحيل زوجها
"ارجوكم... ربما ليس هو، ربما انت مخطئون" قالت بهستيرية و هي ترتجف
"لقد كان معي البارحة فقط... لقد قال انه سيعود .. ارجوكم، ارجوكم!" قالت و هي تصرخ ببكاء ليشعر المحيطون بها بالسوء على حالتها لتمسكها ميلينا من ذراعيها تواسيها "كفى يا هايلي.. لن يحب منظرك هكذا"
"ميلينا.. ريتشارد لم يمت ، انا اعلم، انا اعلم... لقد كنت اصلي الليل كله ان يحميه... ارجوك ، هذه خدعة منه اليس كذلك ؟ اعتاد ان يمازحني... ارجوك أخبريه ان يتوقف " قالت و هي تكاد تفقد صوتها من البكاء بينما ميلينا تنظر اليها بأسى لا تعرف ماذا تفعل
وُضع الصندوق أخيرا في الحفرة و شرع الرجال في وضع التراب عليه بينما هايلي تصرخ و هي تحاول ان تقترب، تحاول ان تعيده للحياة و ان تعانقه و تشعر بدفئه كالبارحة
"نتمنى لها الصبر" نطقت سيدة لأخرى التي اومأت بحزن و هي تنظر اليها
"ريتشارد! ريتشارد.." صرخت هايلي ببكاء و هي ترتمي على ركبتيها رافعة يديها المجعدتين الى وجهها
فراق شخص عزيز، لن يشعر به الا من تعلق قلبه به، بالنسبة للآخرين، ريتشارد مجرد شخص قد رحل كبقيته لكن بالنسبة لهايلي فهي فقدت سندها الوحيد في الحياة، رحل دون ان يترك لها اولادا يواسونها، رحل كأنه لم يكن قط في حياتها.. كل اللحظات الجميلة معه أصبحت مجرد ذكريات خيالية ستطرق على قلبها كل ليلة و هي تنام في ذلك السرير الذي سيتجمد مدى حياتها لأن شمعة دفئها انطفأت و أطفأت خلفها نور السعادة تاركة اياها في ظلام لا تحبذ البقاء فيه
"مرحبا يا سيدة!" نطق صوت رجولي و هو يتوقف امامها
انزلت يديها بتباطء لترفع نظرها ناحية رجل ذي شعر أشقر و عينان عسليتان في الـ40 من عمره، رشيق الجسم و يرتدي بذلة رمادية و قفازين من الجلد ذي لون بني قاتم
نظرت اليه مطولا دون ان تنبس بكلمة مما جعله يتنهد ثم اردف قائلا :
"أدعى ليام كولينز ، لقد قدمت للتو من فيلاديلفيا... كنت مكلفا بقضية زوجك ... أُقدم أحّر تعازي لكِ و لعائلتكِ" قال و هو يزيح القبعة عن رأسه يضعها على صدره بإحترام
اطلقت نفسا ساخرا و الدموع لا تزال تبلل خديها لتردف "و كأن تعازيك ستعيده الى الحياة"
وضع القبعة على رأسه مجددا ثم نطق "صدقيني يا سيدتي.. لو كان بإمكاني اعادته للحياة ، لفعلت"
أنت تقرأ
Ride or Die
Aksiالكتاب الثاني من سلسلة "جولة" "كنت أظن انني تخلصت من تلك المنظمة للأبد... لكنني لم أتوقع أبدا أنها ستكون ككابوس يلاحقني حتى النهاية" تم تصنيف الرواية للبالغين نظرا لإحتوائها على العنف و أحداث دموية قد لا تناسب البعض هذه الرواية بقلمي و جهدي الشخصي م...