Ride or Die

Chapter 19

"يبدو ان هناك شخص ما قد كذب" نطق ليو و هو ينظر الى السترة التي بيده يدقق في تفاصيلها كأنها اول مرة يراها فيها ، ينظر اليها بطريقة كأنها هدية رمزية من شخص، هدية لم تنل اعجابه طبعا..

"استطيع تمييز ملابس الأشخاص.. هذا القماش السيء و الرائحة الكريهة التي تعتليه علامتين لم ارهما الا في شخص واحد... " اكمل بإشمئزاز

الكلمات التي تعلمتها في صغري و منذ ان ولدت الى حد اللحظة قررت وضب اغراضها و الرحيل عن دماغي تاركة روحي ترتجف ، خرساء غير قادرة على الدفاع عن نفسها و اي دفاعٍ ادافع به و انا قد وضعت نفسي في هذا المأزق بيداي ..

كل ما استطعت فعله هو التيبس على تلك الأريكة الجلدية ادقق في تفاصيل وجه ليو الذي يكاد يخرق السترة بليزر من عينيه لكنه قرر توجيه ذلك السلاح صوب وجهي .. ملامح هادئة كانت تعتلي وجهه لكنها لم تكن ودودة ، كانت مثل ملامح شخص يخطط لمقتلك بأبشع طريقة ممكنة بينما يرتشف كوب شاي بهدوء ، ملامح خالية من المشاعر و باردة لدرجة جعلت قلبي يتجمد اثرها خوفًا..

"ا..." حرف واحد.. حرف واحد هذا كل ما استطاع لساني نطقه بعد جهد كبير من عضلات فمي لتحريكه بينما هو في الجهة المقابلة لم يتحرك له جفن ، ظل يحدق بي بثبات، لوهلة ظننت ان روحه قد غادرته و كل ما بقي منه هو جسده الذي تحنط اثر الهواء البارد الذي يحيط بنا..

"لقد سرقتها" كلمتين قررتا العودة بعد الاشتياق السريع.. كلمتين كانتا كافيتين لمدي بشجاعة كي اتخلص من هذا المأزق..

"لقد سرقتها منه.." تمتمت موضحة أكثر ليرفع حاجبيه اخيرا كاسرا ذلك الجمود الذي اجتاحه قبل ان ينطق مكررا بخفوة :"سرقتِها.."

اومأت له بسرعة و ابتسامة بلهاء شقت وجهي قبل ان احمحم قليلا كي اكمل حديثي قائلة :"نعم.. احم.. لقد طردني من الفندق و كنت ارتدي فقط ملابس العمل.. وقتها.. وقتها .." تأتأت و هو فقط ينتظر مني الإكمال لأفعل :"وقتها كان الجو باردًا.. احم.. فذ.. فذهبت الى مكتبه و قد وجدتها هناك و هربت بها.. هذا كل ما املكه منه .. لقد اردت ان ابيعها منذ وقت بعيد لكن لم تتسنى لي الفرصة لفعل ذلك.."

تجرعت ريقي بصعوبة فورما انهيت حديثي بينما هو رمقني للحظات قبل ان يرمش بخفة ثم اومأ بتفهم و هو يضع السترة على الطاولة امامنا قائلا :"كان بإمكانكِ سرقة شيء آخر يستحق.."

اغمضت عيناي بهدوء و انا ازفر بأريحية كون كذبتي كانت صادقة بالنسبة له.. لقد كنت اعلم من البداية ان التعامل مع هذا الرجل أشبه بالتعامل مع لهيب نيران اعلم انه سيحرقني و لكن مع ذلك ادفع بيدي ناحيته كي اشعر بدفئه..

"اه.. ههه.. اجل معك حق" تمتمت ببلاهة و انا احك اعلى رأسي بخفة قبل ان تدخل الخادمة السابقة واضعة يديها خلف ظهرها بإحترام مطأطئة رأسها قليلا تنظر تجاه الأرض ، تقدمت منا بضع خطوات حتى وصلت امام الطاولة ثم اردفت بهدوء و بصوت يكاد يُسمع :"مالذي سترتديه على العشاء، سيدي؟"