| 16 | أحبها ..

3.5K 229 33
                                    

في منزل بعيد عند النهر, منزل مظلم و قديم, مهجور من السكان, آثار حريق قديم علي كل الحوائط و أركان المنزل محيطة بالنوافذ و الأبواب، صرخت مونيكا وهي تسقط علي الأرض بعد أن تلقت صفعة قوية علي وجهها ..

"أرجــوك، كفــــي" صرخت من بين شهقاتها وهي تضم جسدها إليها و تحتمي بالحائط .

"كفي؟ أنتِ لــم تــري شيئــًا بعـــد" صرخ و هو يضغط علي أسنانه بعد أن أمسكها من ملابسها و رفعها إليه .

طويل جدًا و بنيته قوية، عيناه داكنتان يملؤهما الجفاء، شعره أسود و ملامحه غاضبة و مرعبة كأنه الشيطان، إنه الغريب الذي قابلته من قبل و الذي تتحدث معه دائمـًا وهو نفس الرجل الذي رآه هاري بالمطبخ في قصر كلوفر, الرجل الذي قتل الخادمة روز وحاول قتل هاري أيضـًا .

أمسك بملابسها بقوة، وقفت أمامه وهي ترتجف، أمسك بشعرها وسط صرخاتها و لم يهتم لها ثم أفلتها بقوة ليصطدم رأسها بالحائط, صرخت من الألم ثم سقطت علي الأرض، أمسكت برأسها، تحولت يديها إلي اللون الأحمر من كثرة الدماء, أخفضت يديها, نظرت إليهما وهي تبكي بشدة، لم يهتم لها, أمسك بملابسها مجددًا وحاول رفعها إليها لتتلقي بعض الصفعات مرة أخري لكن أحدًا ما أوقفه ..

"ســـيـــدي, يكفــــي أرجــــوك" صرخ نوح وهو يركض نحو مونيكا، جلس أمامها ليحميها بجسده .

"نوح إبتعد، هذا أمر لا يعنيك" قال الغريب ببرود و تملل و هو يشير لـ نوح أن يبتعد .

إنتقل نوح بجوار مونيكا و ضمها إليه "لا سيدي، أرجوك هذا يكفي" قال نوح وهو يربت علي ظهر مونيكا أما هي فقد كورت جسدها بين ذراعيه و إحتمت به .

إبتعد الرجل بالفعل وهو يزفر بقوة "حسنـًا يا نوح، لكن لهذا حساب آخر لك معي" قال له محذرًا ثم ذهب إلي الكرسي ليجلس .

أمسك نوح بـ مونيكا ثم نهض عن الأرض و سار بها نحو الرجل وهي كانت ترتجف، وقف أمامه بهدوء و الكلمات تتعثر بفمه "لـ لما ضربتها سـ سيدي .. ؟!" سأله نوح .

نظر إليه الرجل بغضب مكتوم بين أنفاسه "لأنها عاهرة" أجابه ببساطة "لا تستطيـــع إغـــواء أحــد الفتيـــان لـــكي ننتقــــل إلــــي الخطـــوة التــــالية" صرخ من بين أنفاسه .

"إهدأ سيدي أرجوك" قال نوح محاولاً تهدئته .

"فلتذهبا الآن يا نوح لا نريد أن يشك أي أحد" قال الرجل وهو يلوح بيده في الهواء و يدير وجهه .

أومأ له نوح "أمرك سيدي" ثم خرج من المنزل مع مونيكا .

ركبا في سيارة نوح و إتجها نحو القصر، كانت مونيكا تجلس بجواره في الكرسي الأمامي، تضم يديها إليها و تستند برأسها علي مقعد السيارة متجهة بوجهها ناحية النافذة و تبكي في صمت، لاحظها نوح, نظر إليها و كاد أن يضع يده عليها لكنه سحبها بسرعة قبل أن يقترب منها ..

After We Have Met ✔ (Completed)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن