الفصل الثلاثون والأخير (لحظات الوداع)

973 34 32
                                    

نظر جعفر إلى الصبية بوعيد وهو يراهم يتسامرون عليهم ويضحكون، نظر جعفر إلى أصدقائه وقال:العيال دي محتاجه تربية ... وانا حريف فـ التربية 

نظر إليهم وقال بتخابث:بفكر أفتح مشروع وأسميه جعفر الحريف فـ تربية الحلاليف ... وأربي الحلاليف اللي زي دول مِنّ أول وجديد وشوف كام حلوف هيتربى ... مشروع ناجح بمجرد التفكير فيه

قاطعه حسن قائلًا:بعد إذن الحريف في حلاليف سخفوا

نظر إليهم جعفر ثم أخذ نفسًا عميقًا وزفره قائلًا:يلا بينا

ثنى ساعديه وقال بتخابث:الحريف هيربي الحلاليف يا صيييع

أقترب مِنّ الصبية وخلفه أصدقائه ومعالم وجهه تدل على عدم الإطمئنان، توقفوا أمامهم في صف مكون مِنّ ستة رجال وكأنهم نسخة واحدة، نظروا الصبية إليهم بهدوء وهم يعتدلون في وقفتهم بهدوء

بينما كانوا جميعهم ينظرون إلى ما سيحدث بترقب شديد مِنّ بينهم فريد الذي ترك ما بيده وخرج لـ مشاهدة ما سيحدث، نظر جعفر بمعالم وجه حادة إلى الصبي الذي كان سببًا في كل ذلك ببرود وقال:مين زاقك علينا ياض

نظر إليه الصبي نظرة حذرة وقال:محدش زاققني ... الحارة عجباني

جعفر بتهكم:لا والله ... وأشمعنى حارة درويش بـ الذات ... فيها عسل

ضحك الصبي بسخرية لاذعة وقال:دمك خفيف أوي ضحكتني

قلّب جعفر بصره بملل وقال:دمي أخف مِنّ كدا بكتير

لكمه في وجهه أرتد الصبي على أثرها وهو يضع يده على وجهه متألمًا لـ ينظر إليه جعفر قائلًا بنبرة تهكمية:ايه رأيك دمي خفيف أوي

نظر إليه الصبي بمعالم وجه غاضبة وقال:انتَ أزاي تمدّ إيدك انتَ أتجننت يا جدع انتَ

جعفر بوقاحة:اه مجنون وبتعالج عند أمك مانع

نظر جعفر إلى الآخرين نظرة حذرة وقال:حد معترض

نظروا إليه بترقب ولَم يتحدثون، نظر جعفر إلى الصبي وقال:عارف ياض انتَ غلطت كام غلطة لحد دلوقتي

نظر إليه الصبي دون أن يتحدث لـ يقول جعفر:غلطتين ... والغلطتين كُبار ... مرة لمَ خليت مُنصف يركعلك وِسط أهل الحارة ... ومرة لمَ سرقت مهنتي مِنّي

عقد الصبي ما بين حاجبيه وقال بـ أستنكار:مهنتك؟؟؟؟!!!!!

جعفر:آه مهنتي ... تقليب الناس في الرايحة والجايه دي مهنتي ... أومال الناس دي كلها عارفاني منين ... دا انا أحسن واحد يقلب اللي رايح واللي جاي ياض

أنهى حديثه ولمح ساعة مُنصف في يده لـ يقول:هات الساعة دي ياض

نظر الصبي إلى يده ثم إليه وقال بتبجح:ودا بصفتك ايه إن شاء الله يا خيخة انتَ

جعفر البلطجيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن