"الفصل الثالث والأربعون"
_الحاكمة الصغيرة_______________________
فَقالوا أَينَ مَسكَنُها وَمَن هِيَ،
فَقُلتُ الشَمسُ مَسكَنُها السَماءُ،
فَقالوا مَن رَأَيتَ أَحَبَّ شَمساً،
فَقُلتُ عَلَيَّ قَد نَزَلَ القَضاءُ،
إِذا عَقَدَ القَضاءُ عَلَيَّ أَمراً،
فَلَيسَ يَحُلُّهُ إِلّا القَضاءُ._قيس بن الملوح.
______________________
قيلَ لي في إحدى المرات وما زال تُعوضه حلاوة الأيام، فنظرتُ إليهِ قليلًا وأنا أتسأل، أهذا كان مُحبًا في إحدى الأيام أم أنه لا يعرف شيئًا عن ما يُسمى الحُبّ، فقمتُ بالنظرِ بعيدًا وتركته يهزي بكلماتٍ حمقاء مثله وشردتُ أنا أستعيد ذكرياتي السعيدة رفقة مَن طالبها قلبي وكان لها خيرُ رفيقٍ.
<"والشاكِ لشاكيه ممتلئٌ بالندوب السوداء.">
طرفين عاشىٰ ليلةٌ مؤلمةٌ فيها تذوقىٰ مرارة الحُبّ قبل أن ينالا حلاوته، كل واحدٍ مِنهم يعيش نفس الألم النفسي فقد فشلا في إمتلاك حبيبٍ يكون لهما خيرُ رفيقٍ، كانا يتلهفان كي يجربان حلاوته ولَم يكونان على علمٍ بأنهما سيتذوقان مُره.
كان "جـاد" يجلس داخل غرفته مغلقًا الباب بالمفتاح بعد أن لَم يترك فرصةٌ واحدة لأي فردٍ مِن أفراد عائلته للأطمئنان عليهِ، مُحملًا بالهموم وكأنه ابن الخمسين وليس العشرين في مرحلة الشباب والحيوية مثلما يقول البعض، فاليوم يُعلن فشله حتمًا حينما لَم يستطع الحصول على الفتاة التي أحبّها ووجد نفسه وبنى أحلامه ومستقبله وحياته بالكامل معها، كلما تذكر الأضواء المُعلقة وأصوات الزغاريد العالية التي حتى الآن ترن في أذنيه يشعر بأنهُ سيُجَنّ بالتأكيد لا محال..
مسح بكفيه على وجهه محاولًا تناسي الأمر ولَكِنّ القلب لا يستطيع أن ينسىٰ حتى وإن تناسىٰ العقل، زفر بعمقٍ وهو يشعر أنه سيفقد عقله فالفتاة الوحيدة التي رأى بها مواصفاته التي كان يبحث عنها ورأى نفسه معها تؤخذ مِنهُ الآن وهو يقف عاجزًا لا يعلم ماذا عليه أن يفعل، تعالت الطرقات على باب غرفته بشكلٍ عالِ يليها صوت والدته التي قالت بنبرةٍ هادئة:
_"جـاد" أنتَ لسه صاحي يا حبيبي؟ عايزة أتطمن عليك رجعت متأخر وطلعت على أوضتك على طول ومقولتش حاجة.
أستمع إلى نبرة صوتها التي لَم يُخفى بها بُحَّةُ الخوف عليهِ، ولذلك حاول تمالُك نفسه ونهض متجهًا نحو الباب يفتحه بهدوء ليراها تقف وبيدها صينية معدنية يعتليها بعض الصحون الزجاجية المليئة بالطعام الشتوي الساخن، إن تغيَّر الكوكب لن تتغيَّر "وجـيدة" وستظل تخشى عليهِ وكأنه طفلٌ صغيرٌ، ولجت بعدما أبتعد عن طريقها لتضع الصينية على الطاولة قائلة:
أنت تقرأ
جعفر البلطجي
Akcjaيتزوجها كحماية لها من براثين الذئب الذى يحوم حولها لدمارها وتصبح المواجهه صعبه ما بين كلًا من "جعفر البلطجي" و "فتحي الجزار"