أقتربت بيلا من هاتفها الموضوع على الطاولة والذي لا يكُف عن الرنين، وجدته رقمًا دوليًا أجابت وهي تجهل هوية المتصل قائلة:بيلا بتتكلم مين معايا
كان الصمت هو الإجابة على سؤالها، تعجبت بيلا وعقدت حاجبيها لتقول:مين معايا
كان الصمت أيضًا الإجابة على سؤالها، زفرت بيلا بضيق وقبل أن تُغلق سمعت صوت المتصل وهو يُجيبها بنبرة أشبه للبكاء:بيلا
تصنمت بيلا مكانها وتوقف بها الوقت عند هذه اللحظة، شعرت بـ أنها تتوهم لتقول بنبرة مهزوزة:مين بيتكلم
أجابتها بنبرة باكية وقالت:انا يا بيلا ... أمك يا ضنايا
صُدمت بيلا كثيرًا نعم هي تعلم نبرة صوتها عن ظهر قلب ولكن الأذن تُنكر ذلك فـ لماذا تُهاتفها الآن بعدما مرت أربعة سنوات تركتهم وهاجرت ولم يعُد أحد يعلم عنها شيء تأتي الآن وتُهاتفها
أجابتها بيلا بجمود وقالت:نعم
تعجبت هناء من نبرة صوتها وقالت:ايه يا بنتي بتكلميني كدا ليه
بيلا بجمود:هو دا اللي عندي لسه فاكرة إن عندك عيال تسألي عليهم
هناء:يا حبيبتي انتِ مش فاهمه حاجه
بيلا بضيق:مش فاهمه ايه بس ... مش فاهمه ايه انتِ عارفة انتِ سيبانا من أمتى عارفه أحنا كويسين ولا لا عارفه بناكل ونشرب ولا لا عارفه إذا كنا عايشين ولا ميتين
أدمعت عينين هناء وقالت:صدقيني يا بيلا غصب عني يا بنتي انا عملت كدا عشانكوا وعشان الورث ... عايزه أحافظ عليكوا وعلى الورث
بيلا بغضب:ورث ايه اللي بتفكري فيه دا ورث ايه اللي يخليكي تسيبي ولادك أربع سنين من غير وسيلة تواصل ... انتِ عارفه مشيتي أمتى ... سبتيني وانا حامل ... سبتيني في أكتر وقت كنت محتاجاكي فيه جنبي ... ليه تعملي في نفسك وفينا كدا
هناء ببكاء:خالك عايز ياخد ورثي وحقي يا بيلا ... عايز ياخد كل حاجه لوحده أزاي عيزاني أتنازل عن حقي ليه
بيلا بغضب:يا شيخه يلعن أبو الورث اللي يخلي البني آدم يسيب بيته وولاده عشانه ... إحنا مش عايزين لا ورث ولا حاجه كل واحده جوزها مكفيها وأكرم مش حارم سلمى من حاجه كلنا عايشين عيشة كويسه انتِ اللي بتجري على حاجه لا هتفيدنا بحاجه أحنا مش عايزين غيرك انتِ وبس ... طب فُكك مننا ... حفيدتك هتقول ايه أول ما تشوفك ... لما تقولي كانت فين هقولها ايه ... هقول للناس ايه انا تعبت من المشاكل والقرف دا كله بجد
سقطت دموع هناء بحزن لتقول بيلا بدموع ونبرة مهزوزة:أتصلتي ليه ... عشان توجعي قلبي ولا عشان تسيبيني اتحرق بالبطيء ... أقفلي يا ماما عشان خاطري انا اللي فيا مكفيني ارجوكي متنكديش عليا
لم تُعطيها الفرصة وأغلقت الهاتف ثم ألقته على الأريكة وجلست تبكي واضعة يديها على وجهها، أبعد تلك السنوات تُهاتفها الآن، دلف جعفر في هذه اللحظة ليراها تبكي، عقد حاجبيه بتعجب وأغلق الباب خلفه ثم تقدم منها بهدوء، وضع أغراضه على الطاولة وجلس بجانبها قائلًا بتساؤل:في ايه يا بيلا بتعيطي ليه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أنت تقرأ
جعفر البلطجي
Acciónيتزوجها كحماية لها من براثين الذئب الذى يحوم حولها لدمارها وتصبح المواجهه صعبه ما بين كلًا من "جعفر البلطجي" و "فتحي الجزار"