الفصل الخامس والثلاثون (جاءني اللقاء)

351 18 20
                                    

"الفصل الخامس والثلاثون"
_الحاكمة الصغيرة_

___________________

يا أيها المسرى به ليلا
إلى ما لا تنال الشمس
والجوزاء يتساءلون
وأنت أطهر هيكل بالروح
أم بالهيكل الإسراء
بهما سموت مطهرين
كلاهما نور وروحانية
وبهاء فضل عليك
لذي الجلال ومنة
والله يفعل ما يرى

_محمد الطوخي.

____________________


<"في بعض الأحيان يصير الأمر معاكسًا لرغباتنا.">

كان يجلس في مواجهة رفيقه الذي ألتزم الصمت فجأة بعد أن أطلق ما يكمُن في جبعته إليه، لَم يستطع كتمان السر في قلبه فنتيجته محتومة كما حدث سابقًا بعد أن أخفى الأمر عنه وحينها تلقى معاملةٌ خاصة حتى لا يتغاضى عن إخباره مرةٍ أخرى، إن كان الوقت غير مناسب والأجواء مشحومة ومتوترة فلا داعي مِن أن تخفي الأمر فالأجواء مشتعلة لِمَ لا تزيدها أنت كذلك إشتعالًا؟.

زجرته زوجته بغيظٍ وهي ترمقه بنظراتٍ أشبه بالسهام الحادة وهي غير راضيةٍ عمَّ فعله زوجها ليرمقها نظرةٍ ذات معنى فهو لن يكرر فعلته مرتين يعلم رفيقه جيدًا وهذه المرة كانت بمثابة قطع العلاقات والوِد بينهما وهو غير مستعد لقطع علاقته بهِ إلى الأبد فهذا أخيه والذرع الحامي إليه كيف سيتخلى عنه بهذه السهولة؟.

فيما فَهِمَ "يـوسف" نظراتهما لبعضهما البعض دون أن يتحدث أحدهم بحرفٍ واحدٍ ولذلك مدّ كفه وأمسك كف شقيقته التي أنتبهت إلى لمسته لتنظر إليه دون أن تتحدث لتراه يبتسم إليها بسمةٍ صافية لبرهةٍ مِن الوقت قبل أن يقول بنبرةٍ هادئة:

_أنا كويس وزي الفُل مفيش داعي تضغطي عليه عشان ميقولش حاجة، وقد ما حاولتي مش هتعرفي ... لأني منبه عليه قبل كدا إني لو عرفت صدفة إنه مخبي عنّي حاجة هتكون نهاية علاقتي بيه ومش هيكون وقتها لا صاحبي ولا حتى جوز أختي، ولا الشخص اللي أمنتله في يوم مِن الأيام، وعلى كلٍ مسيري هعرف.

_أيوه يا حبيبي بس على الأقل مش دلوقتي أنتَ لسه تعبان ومش فايق وأنا بس كُنْت عايزه أخبي الموضوع عنك لفترة بس لحد ما تخف وتفوق شوية مش أكتر أنتَ عندي أهم.

صادقةٌ وبريئة في حديثها، تخشى عليه حتى هذا اليوم وتراه الوحيد المحتل لقلبها، هذا الذي حُرِمَ مِن متاع الدنيا حتى يجعلها تتذوقها هي فكانت هي أولى أهتماماته وحتى هذا اليوم مازالت وستكون حتى يوم مماته، أستطاعت التأثير عليه ببراعةٍ ليقوم هو بمحاوطتها بذراعه ضاممًا إياها إلى أحضانه لتضع هي رأسها على كتفه تنعم بقربه ودفئ أحضانه إليها.

فيما كانت "شـاهي" سعيدة وبشدة لرؤية حُبّ ولديها لبعضهما البعض وخوفهما الشديد المتبادل على كليهما لتبتسم بحنوٍ وتقوم بالدعاء لهما إلى رب العالمين أن يحفظهما مِن كل شرٍ وسوءٍ يلحق بهما، نظر هو حينها إلى "سـراج" نظرةٍ فهمها الآخر ولذلك ألتزم الصمت، لحظاتٍ وطُرِقَ على باب غرفته عدة طرقاتٍ يليها ولوج "أكرم" الذي وقف مكانه بعد أن جذب الأنظار إليه ليقول مبتسم الوجه ونبرةٍ سعيدة:

جعفر البلطجيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن