كان جعفر جالسًا على إحدى الأرصف ويتحدث في الهاتف قائلًا بهدوء:لا لسه مش عارف هعمل ايه بفكر بقالي أسبوعين ... مش عارف أحتمال آه واحتمال لا لسه مخدتش القرار النهائي ... واللهِ يا صاحبي انا سايبها زي ما تيجي تيجي انا قرفت أصلًا مِنّ الحوار دا ... هحاول المهم شوفلي أخر الحوار دا ايه وعرفني ... ماشي يا صاحبي مع السلامة
أغلق الهاتف معه ونظر أمامه بهدوء وهو يُفكر فيما سيفعله، أقترب مِنّهُ لؤي وجلس بجانبه قائلًا:مالك يا جعفر في ايه قاعد كدا ليه
نظر إليه جعفر قليلًا قبل أن يقول:مفيش ... مخنوق شويه
لؤي بتساؤل:ليه كدا بس ايه اللي خنقك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
زفر جعفر ومسح على وجهه قائلًا:كل حاجه ... مش عارف هلاقيها منين ولا منين بس هتجنن
ربت لؤي على يده قائلًا:بعد الشر عليك مِنّ الجنان يا صاحبي متقولش كدا قولي بس في ايه وانا جنبك أهو أحكيلي
زفر جعفر مِنّ جديد وقال:كالعادة يا لؤي الشغل والبيت وزود على كل دا طلاق مها ومشاكل مع هاشم وسراج اللي معرفش عنه حاجه ... هموت قسمًا بالله
ربت لؤي على كتفه برفق وقال:واحدة واحدة كل حاجه هتتحل بس انتَ أهدى
ركض أسمر إلى جعفر وهو يقول بنبرة عالية:يا جعفر يا جعفر
نظر إليه جعفر وقال بنبرة متوترة:في ايه ياض بتجري كدا ليه ايه اللي حصل
توقف أسمر أمامه وقال لاهثًا:ليان عمالة تعيط وراسها عمالة تجيب دم والدنيا مقلوبة هناك
نهض جعفر سريعًا ومعه لؤي ليقول بصدمة:انتَ بتقول ايه
____________________كانت ليان تجلس في إحدى أركان الروضة وهي تبكي والدماء تسيل على وجهها وبجانبها أطفال الروضة الذين كانوا ملقون على الأرض مصابين إصابات مختلفة، دلفوا أهالي هؤلاء الصغار كلٍ مِنّهم يبحث عن طفله وطفلته بهلع وخوف بينما كانت مديرة الروضة تقف بعيدًا تشعر بالصدمة وعدم الإستيعاب حتى الآن
فقط تقف وتنظر إلى الأباء والأمهات الذين كانوا يأخذون أطفالهم ويركضون بهم إلى المستشفى وهم يتوعدون إليها بالمرصاد، وأثناء ذلك الإزدحام والصرخات المتعالية، دلف جعفر وهو يدفع مَنّ أمامه باحثًا عن صغيرته كالمجنون وخلفه لؤي الذي لَم يتركه وذهب مسرعًا معه دون تفكير
توقف جعفر يبحث حوله عن صغيرته بأعين تائه وحائرة وبجانبه لؤي الذي كان يبحث معه وسط هذه التجمعات وهذا الإزدحام، ظّل ينظر حوله وقلبه يكاد يخترق قفصه الصدري بسبب شدة خوفه على إبنته، حتى وقعت أخيرًا عيناه عليها ليركض نحوها مسرعًا جالسًا أمامها على ركبتيه متفحصًا إياها بهلع ليرى مشهدًا لَم يكن يتصوره عقله
كانت تنزف بجنون وهي فقط منكمشة على نفسها بخوف شديد، مدّ لؤي يده بقطعة قماشه بيضاء إليه قائلًا:أتصرف البت بتنزف بغباء يلا بسرعه
أنت تقرأ
جعفر البلطجي
Açãoيتزوجها كحماية لها من براثين الذئب الذى يحوم حولها لدمارها وتصبح المواجهه صعبه ما بين كلًا من "جعفر البلطجي" و "فتحي الجزار"