صف سيارته أمام محل ثُريا التي كانت تجلس في محلها كالعادة وعندما رأت سيارة باهظة الثمن رفعت حدقتيها تطالع صاحبها بفضولٍ معتاد، فيما ترجل الأخير مِنها مغلقًا بابها خلفه وهو يهندم حِلته الكحيلة، فغرت عينيها لتقول محدثةً نفسها:بسم الله ما شاء الله، مين الشاب الحليوة اللي جاي دا
أنتبهت أنه يبحث عن شيءٍ ما لذلك وقبل أن تسأله عمَّ يبحث عنه رأته يتقدم مِنها قائلًا بنبرةٍ مهذبة لَم تخلو مِن جديته:صباح الخير، متعرفيش جعفر ساكن فين
رمقته بذهولٍ لتقول ببلاهة:وأنتَ مين وعايز جعفر ليه
شعر مؤمن بالتطفل فـ ماذا سيحدث إن أخبرته دون أن تعلم، هل سينتهي العالم، هل ستخسر بضاعتها الثمينة، أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره بهدوء حتى لا يوبخها وقال مبتسمًا أبتسامة صفراء:ضيف
شعرت الأخرى بفظاظته في الحديث ولذلك تجهمت معالم وجهها قليلًا وأجابته قائلة:العمارة اللي بعد بعد دي على إيدك اليمين بوابتها سودة، الدور التالت
رمقها بطرف عينه بتهكمٍ ثم قال:شكرًا يا تيتا
تركها وذهب لتنظر هي إلى أثره بعد أن جحظت عينيها بصدمة تقول معلقةً على حديثه:تيتا؟!، انا بعد دا كله عيل شحط مِن دور عيالي يقولي انا يا تيتا؟!، صحيح ناس عديمة النظر ومحتاجه كشف نظر
توجه مؤمن إلى البِنْاية وهو ينظر إلى كل واحدة حتى رأى واحدة تحتوي على باب أسود اللون ولذلك عَلِمَ أنها هي، دفع الباب بهدوء ثم دلف وبدأ يصعد درجات السُلَّم بهدوء وكلما صعد واحدة تزداد معها نبضات قلبه الذي كان يحاوطه الخوف والقلق مِمَّ هو قادم، وقف أخيرًا أمام باب منزله الذي كان يظن أنه بعيد كل البعد عنه، ولَكِنّ كان للقدر رأيًا آخر
قرع على الباب عدة مرات بهدوء ثم أنتظر حتى يفتح إليه صاحب الشقة التي يقف أمام بابها الآن، بينما في الداخل ركضت ليان كالعادة كي تفتح باب المنزل ولَكِنّ أوقفها صوته الذي قال:أرجعي تاني
ألتفتت الصغيرة تنظر إليه متعجبة، ليقترب هو مِنها ممسدًا على خصلاتها قائلًا بنبرةٍ هادئة:أرجعي أقعدي مع أختك انا هفتح الباب
أبتسمت إليه وحركت رأسها برفقٍ لتعود مرةٍ أخرى إلى غرفتها صافعةً الباب خلفها، بينما نظر هو إلى طيف زوجته التي كانت تقف داخل المطبخ ليتوجه إلى الباب بخطواتٍ هادئة، فُتِحَ باب المنزل ليظهر إليه مؤمن الذي كان يقف بثباتٍ ينظر إليه فيما توقف جعفر في المقابل بثباته المعتاد ينظر إليه بهدوء
وها هي تتلاقى الأعين وها هو يصرخ القلب مطالبًا بـ إعتناق الآخر الذي تركه وهوىٰ إلى سبعين قاع دون الظهور مرةٍ أخرى، هذا رأى عمه بولده وذاك رأى أخًا كان كـ الدرع الحامي لهُ منذ الصغر، لَم يكن يعلم مؤمن أنه سيتأثر ويرق قلبه عندما يراه فقد كان مثلما توقع، يرى عدنان الصغير أمامه كما كان يقول والده دومًا
أنت تقرأ
جعفر البلطجي
Actionيتزوجها كحماية لها من براثين الذئب الذى يحوم حولها لدمارها وتصبح المواجهه صعبه ما بين كلًا من "جعفر البلطجي" و "فتحي الجزار"