الفصل الثلاثون (أصحاب الحق)

277 22 24
                                    

"الفصل الثلاثون"
_الحاكمة الصغيرة_
_____________________

شيءٌ مؤلمٌ حينما يتحد الجميع ضدك
أن تشعر فجأة أنك أصبحت منبوذٌ بين الجميع
وكما كانت تلك العبرات تتردد دومًا في أذني
غدوتُ كالغريب بين الجميع أبحث عن الأمان
وهم في الأساس الخطر بأم عينه.
______________________


<"جاءه الغدر في ثوب الأحباب ليقوم بطعنه دون رحمة">

ماذا يحدث حينما يتم الغدر بك مِن أقرب الأشخاص إليك، ما الذي يجب عليك أن تفعله حينما ترى شخصك الأقرب إليك مِن نفسك يقوم بطعنك بالسكين التي كان يحميك بها دومًا، الآن قامت مَن تُدعى والدته بطعنه بكل قسوة وهي مِن المفترض أن تكون أكثر الأشخاص وفاءً الآن هي أبعد مِمَّ يكون عن ذلك.

سقطت عبراته على صفحة وجهه وهو ينظر إليها ليرى في مُقلتيها القسوة التي كانت تتلبسها في الماضي حينما كان طفلًا صغيرًا، يرى أخرى ليست بوالدته التي كان الحنان يُغلف قلبها ونقاءها باديًا على تفكيرها وأفعالها.

أيعقل أن يكون أبيه كان مُحقًا حينما أخبره أنها ماتت ورحلت عن عالمهم، أيعقل أن يكون قد رآها منذ هذه اللحظة ميتةٌ في ناظريه، أيعقل أنه اليوم فعل الشيء الصحيح الوحيد في حياته إليه وقام برحمته وأبعدها عنه حتى لا تتأذى نفسيته ويُصبح رجلٌ غير سوي نفسيًا؟.

كلماتها ترن في أذنيه كالموسيقى الصاخبة التي يزعج موسيقاها صميم أذنيه، شعر بألم قلبه يعتصر صدره دون رحمة، وضع كفيه على وجهه وسمح لعبراته بالسقوط على صفحة وجهه وسمح لكل الآلم الجسدي والنفسي بإحتلاله، كإحتلال المغتصب لأرضِ فلسطين الحبيبة.

_"بـشير" صدقني دا كان ماضي وراح لحاله خلاص، أنا جيت أصلح الوضع زمان وأعوضك عن اللي حصل.

نبرتها المرتجفة مع إرتعاشة يديها وإضطرابها كانوا واضحين وضوح الشمس، حاولت التقرب مِنهُ وإحتواءه ولَكِنّ حينما لامسته يدها أبعدها عنه بعنفٍ وكأن ثمة شرار كهربي ضربه في مقتلٍ، أبتعد عنها بجسده وهو ينظر لها نظراتٍ ميتة، نظراتٍ تحمل الإتهام والكراهية.

نظراتٍ ضربتها هي في مقتلٍ، فلم تكن تتوقع أن يكون هذا ردّ الفعل مِنهُ، كانت تتوقع الإحتواء والحنو والإشتياق لها، ولَكِنّ فاجئها هو تلك المرة وخالف توقعاتها بالكامل.

_"بـشير"، عشان خاطري صدقني أنا غلطت وجيت أهو أصلح غلطي.

_بس بطلي كدب ونفاق!.

صرخ بها منفعلًا وهو ينظر إليها بعينان حمراوتين وصدره يعلو ويهبط بعنفٍ، فيما تفاجئت هي مِن أفعاله التي باتت عدوانية في لمح البصر نُصب عينيها، الوجع والقهرة والحزن والصدمة والكراهية، كل تلك المشاعر صدرت مِنها هي، المرأة المُلقبة بلقب الأم؟.

جعفر البلطجيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن