البارت الرابع والعشرون (عودة البلطجي)

1.4K 53 2
                                    

دلف جعفر للداخل وهو يسأل عنه حتى دله واحدًا على مكتبه، ذهب جعفر إلى مكتبه وطرق عده طرقات على باب المكتب، سمع صوته يسمح لهُ بالدلوف على الفور، فُتِح الباب ودلف جعفر بهدوء وأغلق الباب خلفه واقترب من مكتبه ووقف أمامه وهو يَمُدّ يده ويصافحه قائلًا:صباح الخير

تعجب الآخر كثيرًا ولكنه مدّ يده وصافحه قائلًا:صباح النور

تحدث جعفر بهدوء وابتسامه خفيفه تُزين ثغره وهو ينظر لهُ قائلًا:جعفر عدنان

تذكر هو وقال بأبتسامه:أهلًا وسهلًا نورت أتفضل

جلس هو وجلس جعفر أيضًا ونظر لهُ وهو يبتسم بخفه بينما تحدث هو وقال بأبتسامه:انا عارف إن اللي بعتك ليا عرفك عليا بس أحب أعرفك بنفسي تاني قبل ما نبدء كلامنا الطويل .. انا اللواء ليل سالم الدمنهوري ... قبل أي حاجه انا إنسان زيي زيك .. بحس باللي قدامي وبقدره وبعمل معاه اللي أقدر عليه .. طالما لجألي حتى لو أول مرة أشوفه زيك باستقبله بصدر رحب ... زميلك سراج كلمني في الحقيقة ومكنش متوقع أني هرّد عليه وحكالي عنك وعن المشاكل اللي نازله على دماغك مبتخلصش فعشان كدا يا جعفر انا حابب أسمع منك أكتر وقبل ما تبدء كلام بلاش الرسميات انتَ قد أحفادي

تحدث جعفر بهدوء وهو يقول بأبتسامه خفيفه:أيوه بس حضرتك ليك مقامك

ليل:زي ما قولتلك انا إنسان زيي زيك في الآخر انا مبحبش اتكبر على حد ولا أتغر ولا أحسسه أنه قُليل ... أحنا اللي بنعمل للحاجه قيمة يا جعفر مش هي ... انتَ شكلك ابن ناس بس الأيام جت عليك زيادة عن اللزوم .. وفي سؤال بيدور في دماغك دلوقتي حالًا ومش لاقيله إجابه مش كدا

أردف بها وهو ينظر لهُ نظره ذات معنى وهو يستند بمرفقيه على سطح المكتب، بينما صُدم جعفر وهو لا يعلم كيف عَلِم ذلك فأبتسم ليل وقال:انا بفهم الناس من أول نظره .. وبعرف هما بيفكروا في ايه حسب طبيعه الموقف اللي هما فيه ... جعفر البلطجي سته وعشرين سنه متجوز وعندك أخت أصغر منك وساكن في حارة درويش غير مُتعلم لأسباب خاصة بيك ... مش كدا برضوا ولا غلطت في حاجه

لم يتحدث جعفر من هول الصدمة بينما أبتسم ليل أكثر وقال:انا عارف عنك كل حاجه يا جعفر ... عارف أنك مش بأيدك تبقى في الحال اللي انتَ فيه دلوقتي، عارف أنك أتحرمت من حاجات كتير أوي في حياتك واشتغلت من صغرك في كل حاجه عشان تصرف على تعليم أختك عشان تبقى أحسنّ منك ... في الحقيقة انتَ بتفكرني بنفسي لما كنت في سنك ... كنت مسئول عن ولدين وبنت بعد وفاة أبويا ... بس حابب أقولك حاجه يا جعفر .. الظروف اللي الواحد بيمر بيها وتجبره على العيشه فيها والشدة والأزمات والضغوطات كل دول مع الأيام بيعلموك حاجات كتير أوي .. الفلوس يا ابني مش كل حاجه انتَ معاك الأحسن منها صدقني ... ظروفك دي اللي خلتك راجل بجد بيخاف على مراته واخته وهما دايمًا رقم واحد قدامه .. بعد ما تمر الشدة والأزمات وكل المشاكل اللي انتَ فيها هترتاح وهتعيش مبسوط هي فترة صعبه انا عارف بس هتعدي وطول ما انتَ كويس مع الكل ومحبوب من الناس هما مش هيسيبوك في حالك

جعفر البلطجيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن