الفصل العاشر (ورقة النهاية)

558 26 16
                                    

كانت بيلا تجلس على الأريكة في صالة المعيشة تشاهد التلفاز حينما أستمعت إلى طرقات عالية بعض الشيء على الباب، تحدثت بيلا وهي تنظر إلى التلفاز قائلة:تعالي يا لولو شوفي مين

لحظات وتذكرت أن صغيرتها في الروضة، زفرت بيلا ونهضت متجهة إلى الباب قائلة:أيوه جايه يا اللي على الباب

توقفت خلف الباب ونظرت إلى الخارج مِنّ العين السحرية لترى سراج في الخارج، أبتعدت بيلا قائلة:ثواني

أرتدت إسدالها ثم عادت مرة أخرى وفتحت الباب لتبصر سراج الذي نظر إليها وقال:أزيك يا بيلا

بيلا بهدوء:بخير الحمد لله

سراج:مها موجودة مش كدا

نظرت إليه قليلًا ثم قالت:أيوه

سراج بهدوء:محتاج أشوفها بعد إذنك

حركت رأسها برفق ثم قالت:اه اتفضل طبعًا

دلف سراج بهدوء لتغلق هي الباب وتُشير إليه قائلة:أتفضل هدخل أناديها وأجيلك

جلس سراج بينما توجهت إلى غرفة صغيرتها طرقت على الباب عدة مرات قبل أن تدلف إلى الداخل، نظرت إليها بيلا لتراها جالسة على الفراش تنظر بهدوء في نقطة فارغة

جلست بيلا بجانبها تنظر إليها بهدوء لتقول:مها ... سراج بره

نظرت إليه مها بلهفة لتقول:بجد

حركت رأسها برفق وقالت:أيوه

نهضت سريعًا وركضت إلى الخارج تحت نظرات بيلا التي أبتسمت وفضلت البقاء حتى تعطيهما مساحتهما الشخصية، بينما خرجت مها وركضت تجاهه قائلة بلهفة:سراج

نهض سراج لـ ترتمي هي بـ أحضانه تبكي، عانقها سراج بقوة وقال:مش هسيبك مهما حصل

شددت مِنّ عناقها إليه وقالت:ولا انا ... عايزه أفضل معاك يا سراج انا راضية صدقني

ربت على ظهرها برفق وقال:عارف يا مها ... عارف وانا مش هقدر أبعد عنك

أنهى حديثه وهو يطبع قْبّلة على رأسها بعمق وهو يتعهد على نفسه بعدم الإبتعاد عنها مهما حدث، قاطع لحظتهما تلك صوت جعفر الذي قال بنبرة غاضبة:انتَ ايه اللي جابك هنا بدون علمي

أصاب قلبها إنقباضة مفاجئة عندما تحدث دون مقدمات لتُشدد على قبضة يدها الممسكة بـ قميص سراج وكأنها تعلم بـ أن أخيها سيفرقهما الآن دون سماع أيا أحاديث جانبية، تبدلت معالم وجه سراج مئة وثمانون درجة عندما أستمع إلى صوت جعفر، ليس خوفًا، ولا قلقًا، بل إلى التحدي واللامبالاة

بداخله هو سعيدًا وبشدة لـ تمسك مها بهِ وعدم تخليها في تركه وحيدًا ولَكِنّ بالتأكيد سعادتها تُضاغيه، يكفي عندما رآها تركض نحوه بـ لهفة وكأنها طفلة صغيرة تنتظر عودة والدها مِنّ الخارج في نهاية اليوم بعد عمله وبيده حقيبة الحلوى

جعفر البلطجيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن